صرخة أم من مطوبس… فاطمة أحمد تروي حكاية سقوطها ضحية نصب واحتيال وسرقة شقى العمر

في مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، تعيش فاطمة أحمد واحدة من أقسى اللحظات التي يمكن أن تمر بها أم أفنت عمرها في تربية أبنائها وتأمين مستقبلهم.

 فاطمة احمد، السيدة المكافحة التي حملت مسؤولية أسرتها وحدها، لم تتوقع أن يتحول سعيها لحماية أبنائها إلى كارثة، بعدما وقعت ضحية لاثنين منعدمي الضمير انتحلا صفة محامين واستغلّا ثقتها ليسرقا كل ما تملك من أموال ومصوغات وحقوق تراكمت عبر سنين طويلة من التعب والمعاناة.

قالت فاطمة إن البداية كانت عندما ظهرا أمامها بملابس رسمية وطريقة كلام توحي بأنهما محاميان يمتلكان الخبرة والمعرفة القانونية، فصدقت كلامهما بعد أن أقنعاها بأنهما قادران على مساعدتها في إدارة شؤون مالية مهمة تخص مستقبل أولادها لم تشك لحظة في نواياهما، خاصة أنهما قدّما نفسيهما بصورة محترمة ومنمقة، مستغلين حاجتها للطمأنينة بعد سنوات من المشقة.

وتتابع فاطمة أن هذين الشخصين تمكّنا من الدخول إلى حياتها تدريجيا، وأخذا منها معلومات عن ممتلكاتها ومدخراتها وذهبها وأموال تأمين حياة أبنائها، ثم بدأا في الاستيلاء عليها والسيطرة على كل ما تملك، وتقول إنهما تصرفا في الأموال والمصوغات بطريقة مخالفة للقانون، وأنهما تمكّنا من الوصول إلى كل ما ادخرته طوال حياتها، حتى بلغت قيمة المسروق نحو خمسة وأربعين مليون جنيه، كانت تمثل أمان أسرتها وحماية مستقبل أولادها. 

وتشير فاطمة إلى أنها فوجئت حين اكتشفت الكارثة، فكل ما جمعته عبر السنين اختفى فجأة، ولم يعد لها شيء تستند إليه سوى الحسرة. وتقول إنهما لم يكتفيا بسرقة الأموال، بل بدآ بعد ذلك مرحلة جديدة من الابتزاز، مهددين ومتوعدين لإجبارها على السكوت وعدم اتخاذ أي إجراء قانوني، محاولين استغلال ضعفها كأم تبحث فقط عن أمان أولادها.

وتؤكد فاطمة أنها تقدمت ببلاغ رسمي حمل رقم 11545، 9517 مطالبة بالتحقيق في الواقعة وإعادة حقوقها ومعاقبة كل من تجرأ على الاعتداء على أموالها. وتضيف أن القضية الآن في يد جهات التحقيق، لكنها لا تزال تواجه وحدها آلام الخسارة والخوف من تهديدات مستمرة تمارس عليها من قبل الجناة.

وتقول فاطمة إن أكثر ما يوجعها ليس فقط ضياع المال، بل الشعور بأن تعب السنين سُرق في لحظة. إنسانان دخلا حياتها بادعاء المساعدة فمزقا أمنها وهدما ما بنته بعرق السنين. لكنها رغم ذلك ما زالت متمسكة بالأمل في أن العدالة ستأخذ مجراها وأن حقها سيعود مهما طال الزمن.

وتختتم فاطمة حديثها برجاء صادق، مؤكدة أنها لا تطلب سوى إنصافها ووقف سلسلة الابتزاز التي تتعرض لها وارجاع ذهبها واموالها المسروقة. إنها صرخة أم مظلومة، فقدت كل شيء إلا إيمانها بأن الحق لا يضيع طالما هناك من يسمعه.