النمر العربي: رمز ثقافي وبيئي يستحق الحماية والتعزيز

أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن النمر العربي يمثل رمزًا ثقافيًا وبيئيًا وجماليًا في ذاكرة شبه الجزيرة العربية. إنه جزء لا يتجزأ من الأدب العربي ويشكل أحد أبرز المحفزات لتعزيز الجهود الجماعية لإعادة إحياء هذا الإرث الطبيعي والثقافي، وتعزيز الوعي البيئي بأهميته في الذاكرة الجماعية. الجهود الحكومية: توجه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بتأسيس الصندوق العالمي لحماية النمر العربي في فبراير 2019، وقد تم ضمه ضمن مشروع محمية شرعان الطبيعية بمحافظة العلا. تعتبر هذه الخطوة إسهامًا كبيرًا من القيادة الرشيدة في الحفاظ على النمر العربي والمحافظة على بقائه. جهود الحماية والتوعية: بمناسبة "يوم النمر العربي"، الذي يوافق 10 فبراير من كل عام، أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أنه يعمل بالتعاون مع الشركاء على حماية بيئات النمر العربي وزيادة عدد فرائسه من الوعول والظباء. يهدف ذلك إلى إعادة تأهيل النظم البيئية المتوازنة التي تساهم في استعادة النمور العربية. جهود السعودية في حماية النمر العربي: كشف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن جهود السعودية في حماية النمر العربي، وتشمل ما يلي: 1. إطلاق برنامج حماية النمر العربي وصندوق النمر العربي لإعادة هذا النوع إلى موائله الطبيعية والمحافظة على بقائه. 2. تقديم الدعم لمنظمة "بانثيرا" التي تعنى بحماية القطط الكبيرة لمدة 10 سنوات قادمة. 3. التوجه نحو زيادة أعداد النمر العربي في الطبيعة. 4. المساهمة في تنمية الغطاء النباتي في محميات العلا الطبيعية وتوطينالأنواع المحلية لإعادة التوازن البيئي. 5. توفير الغذاء للكائنات العاشبة والفرائس الرئيسية للنمر العربي. 6. توفير البيئات الحاضنة للنمر العربي في محميات طبيعية تساهم في المحافظة عليه. التاريخ الثقافي للنمر العربي: يشير المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية إلى التسجيلات التاريخية التي تشير إلى أهمية النمر العربي، حيث تم رصده في الثقافة والتاريخ للمنطقة. منحوتات صخرية تمثل النمور العربية جنبًا إلى جنب مع البشر والحيوانات البرية والحيوانات المستأنسة تم رصدها قبل 7000 عام في المملكة العربية السعودية. كما تم تصوير إفريز من المرمر يصور نمرًا يهاجم وعل في مملكة سبأ قبل 2500 عام. وقد كتب الشاعر القتال الكلابي قصائد عن تعايشه في كهف مع نمر عربي في جبال الحجاز قبل 1350 عامًا، في المملكة العربية السعودية. إن النمر العربي ليس مجرد حيوان بري نادر، بل هو رمز ثقافي وبيئي يحمل قيمة كبيرة في ذاكرة شبه الجزيرة العربية. توجد جهود حكومية قوية في المملكة العربية السعودية لحماية النمر العربي وتعزيز وعي الناس بأهميته البيئية. من خلال الاستثمار في الحماية وإعادة التوازن البيئي، يمكن للنمر العربي أن يعيش في بيئته الطبيعية ويستمر كرمز ثقافي وبيئي للأجيال القادمة.