صفقة تبادلية.. الاستفادة العائدة على زعيم كوريا الشمالية من تزويد روسيا بالأسلحة

الأربعاء، 19 يونيو 2024 09:39 م

الرئيس الروسي وزعيم كوريا الشمالية

الرئيس الروسي وزعيم كوريا الشمالية

تمثل زيارة فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية اليوم الأربعاء الزيارة الأولى له منذ ما يفوق عقدين من الزمن، وذلك في إطار تدعيم العلاقات بين البلدين.
وخلال العام الماضي حرص بوتين على زيادة اتصالاته مع كيم جونغ زعيم كوريا الشمالية في ظل تبقي مخزونات بسيطة من الأسلحة في البلاد، والذى بدوره ساهم في مساندة كوريا الشمالية لروسيا بتزويدها بمختلف الأسلحة من الذخائر والصواريخ وذلك تزامنًا مع القمة التاريخية بين الزعيمين في سبتمبر/ أيلول، وذلك وفقًا لما صرحت به مجموعة كبيرة من الحكومات رغم تكذيب بيونغ بانغ وموسكو على حد السواء لعمليات تدفق الأسلحة.
ويمثل لقاء الرئيسين في عاصمة كوريا الشمالية التي تم تصميمها بشكل يعود إلى الطراز السوفيتي فرصة للزعيمين لدراسة ألية توسيع نطاق الشراكة بينهما، وإن هذا اللقاء ستفوق عواقبه ساحة المعركة في أوكرانيا، وذلك حسبما صرح المراقبون.
وتعتبر هذه الزيارة التي ستتم خلال يومين خطوة متقدمة نحو تعاون يتم في إطار العداء المشترك للغرب وحلفائه، وهو التعاون الذي يهدف إلى إرساء أقدام الرئيسين، وتوسيع نطاق التفكك العالمي.
وفي إطار توقيع الاتفاقية المتوقعة بين الطرفين، صرح بوتين أنهما "سيشكلان بنية الأمن غير قابل التجزئة في أوراسيا" وذلك حسب ما صدر عن الكرملين.
وجاء على لسان إدوارد هاول المحاضر في شؤون السياسة بجامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة، "نحن نشهد قيام الدولتين بتشكيل جبهة موحدة ومنسقة بشكل متزايد ضد الولايات المتحدة والغرب".
وظهرت هذه الانقسامات تحديدًا بالتزامن مع هذه الزيارة والتي تبعت اجتماع بوتين مع حليفه الموثوق رئيس الصين جينبينغ خلال  الشهر الماضي، وذلك بعد انتهاز مجموعة السبع قمة المُقامة في إيطاليا كفرصة من قبل الزعماء الديمقراطيون للتضامن ضد حرب روسيا على أوكرانيا.
وظهر هذا في ذات الوقت الذي أظهرت كوريا الشمالية الاعتراض من جانبه على التعاون الأمني المكثف بين أمريكا وحلفائها كوريا الجنوبية واليابان؛ والذى بدوره تسبب في إثارة القلق من خطابها المتصاعد والاختبارات المتواصلة لتقوية برنامج أسلحة غير قانوني.
وحتى هذه اللحظة لم يتم الإعلان عن الفائدة العائدة على كوريا الشمالية من دعمها لموسكو في حربها على أوكرانيا، ولكن تخضع هذه العملية لمراقبة الحكومات من سيول إلى واشنطن لمحاولة الوصول إلى أي تنبيهات توضح مقدار جاهزية بوتين لبرنامج الأسلحة غير القانوني لكوريا الشمالية لدعم نظام زعيم كوريا الشمالية، والذي كان قد أظهر دعمه الكامل للضوابط الدولية خلال الشهر الماضي.


الفائدة العائدة لروسيا وكوريا الشمالية من التعاون فيما بينهما


وكانت قد بدأت كوريا الشمالية في تزويد روسيا بالأسلحة والذخائر خلال الفترة التي تبعت حضور زعيم كوريا الشمالية القمة التاريخية في سبتمبر/ أيلول مع بوتين.
وحسب ما صدر في بيان أمريكي في فبراير/شبا، فقد تسلمت  روسيا خلال هذه الفترة من كوريا الشمالية ما يزيد عن 10 آلاف حاوية شحن، وهو ما يصل إلى 260 ألف طن من الذخائر والمواد المتعلقة بها وذلك منذ سبتمبر/أيلول.
وأنه تم قذف أوكرانيا بنحو 10 صواريخ من صنع كوريا الشمالية منذ سبتمبر/ أيلول، وذلك حسب ما أدلى به مسؤول أمريكي في مارس/آذار.
وقد ساهمت هذه الأسلحة في تمكين روسيا من تجديد  مخزونها الذي تناقص، إلى جانب اللحاق بالدعم المسلح الذي تحصل عليه أوكرانيا من جاب الغرب، على الرغم من أن هذه الأسلحة تعتبر أقل جودة مقارنة بالروسية، وذلك حسب ما أدلى به المراقبون.
وهو ما حقق فائدة لكوريا الشمالية من خلال التعرف على معلومات استخباراتية بخصوص أسلحتها والإسهام في تكثيف الصادرات.
وتمثل زيارة بوتين لكوريا الشمالية لكثيرين هي فرصة ينتهزها  الرئيس الروسي للحفاظ على التعاون المتواصل بين الطرفين.
وبالرغم من تضاؤل المعلومات حلول الاستفادات العائدة على كوريا الشمالية من هذا الدعم إلا أنه قد صرح مسؤولون من كوريا الجنوبية عن رصدهم الشحنات من المواد الغذائية حصل عليها الشمال وأخرى من المساعدات من قبل روسيا، وأنه لا يظهر أي نقص في ضروريات الاقتصاد الكوري بالرغم مما يُطبق عليه من عقوبات، وهو يعاني من نقص الوقود والمواد الخام إلى جانب الغذاء، وبالرغم من هذا فهو يحرص على تقوية البرامج الصاروخية والنووية.
ومن جانبه أظهر الرئيس الروسي في اللقاء الذي جمع الزعيمين في سبتمبر جاهزيته  لتقديم الدعم الكامل لكوريا الشمالية من أجل النهوض ببرنامجها الفضائي والأقمار الصناعية، والذى تم عقده في مؤسسة لإطلاق الصواريخ.
واتضح ما يقر ذلك بعد التدشين الناجح لأول قمر صناعي للاستطلاع العسكري لكوريا الشمالية "ماليجيونج" بعد أسابيع من لقاء الرئيسين، وذلك بعد محاولتين غير ناجحتين في تدشينه.
وتمثل هذه الأقمار الصناعية فرصة لكوريا الشمالية من أجل رفع كفاءة مهاراتها العسكرية، وذلك من خلال قدرتها على الوصول إلى القوات المعادية بدقة أكبرمن خلال صواريخها الخاصة.
ويتم حظر تقديم مثل هذه الأقمار الصناعية لكوريا الشمالية بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أو حتى التعاون في نقل هذه الأسلحة مع كوريا الشمالية.
وحسب ما أدلى به الخبراء فإن زعيم كوريا الشمالية يضع نصب أعينه التعرف الفني الدقيق على عدد من الأسلحة الروسية المتقدمة، إلى جانب التكنولوجيا المتعلقة بتخصيب اليورانيوم أو تصميم المفاعلات أو تشغيل الغواصات النووية.
ويعتقد كيم جونغ أن برامج أسلجته تمثل نقطة أساسية من أجل استمرار نظامه، وذلك وفقًا لما أدلى به بعض الخبراء.
وصرح انكيت باندا الزميل في برنامج السياسة النونوية من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن أنه: من غير المرجح أن يكون بوتين حريصًا للغاية على بدء التعاون بالضرورة بشأن هذه القضايا المتعلقة بالتقنيات المرتبطة بالطاقة النووية عندما تكون هناك قائمة طويلة من التقنيات الأقل حساسية التي يمكن للروس أن يشاركوا فيها مثل تحسين أنظمة الرادار أو صواريخ أرض جو"
وفي النهاية فإن أي مساندة من الرئيس الروسي يعتبر فرصة كبيرة لدولة معزولة مثل كوريا الشمالية، وبالأخص باعتباره رئيس لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعلى وجه آخر تعتبر هذه الزيارة نقطة تحول لبوتين من أجل التنبيه أو التهديد بأن روسيا ليست منفردة

مواقيت الصلاة

  • الفجر

    04:46 AM

  • الشروق

    06:15 AM

  • الظهر

    11:39 AM

  • العصر

    02:41 PM

  • المغرب

    05:02 PM

  • العشاء

    06:21 PM

السبت، 09 نوفمبر 2024
search