قطاع المواد الأساسية في المملكة العربية السعودية: بين التوترات الجيوسياسية وفرص النمو

مع تزايد التوترات الجيوسياسية العالمية الحالية، يواجه قطاع المواد الأساسية في المملكة العربية السعودية تحديات شديدة الصعوبة تؤثر بشكل مباشر على نموه وأرباحه، وهذه التحديات تأتي في سياق عدة عوامل اقتصادية وسياسية.

أولًا، تشير التقارير إلى تراجع تداولات القطاع في سوق الأسهم، وذلك نتيجة لزيادة تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار "اللقيم" الذي يستخدم في إنتاج المواد، وكذلك ارتفاع أسعار الفائدة على الصعيد العالمي، مما أدى إلى زيادة تكاليف الاقتراض على الشركات في هذا القطاع وبالتالي تأثير سلبي على أرباحها.

ثانيًا، يُشير الرئيس الأول لإدارة الأصول في "أرباح كابيتال"، محمد الفراج، إلى انخفاض الطلب على بعض السلع الأساسية مثل "البولي إيثيلين" و"البولي بروبلين" في بداية العام الحالي، مما أدى إلى تراجع أسعارها والضغط على ربحية الشركات المنتجة، وهذا يعود جزئيًا إلى استمرار التوترات الجيوسياسية التي ترفع تكاليف الشحن والتأمين على شركات القطاع.

رغم هذه التحديات، يبدو أن هناك بعض البوادر الإيجابية، فقد سجلت الشركات المدرجة في قطاع المواد الأساسية في المملكة ارتفاعًا للأرباح المجمعة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، ما يعكس تحولًا إيجابيًا في الأداء لبعض الشركات الكبرى مثل "سابك" و"معادن".

ومن المتوقع أن يتحسن أداء قطاع المواد الأساسية في النصف الثاني من عام 2024، وذلك بفضل تحسن أسعار السلع الأساسية واستمرار الطلب على المدى الطويل. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر المحتملة، مثل استمرار التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

وفيما يتعلق بالآفاق المستقبلية، يجب على شركات قطاع المواد الأساسية السعودية الابتكار وتنويع منتجاتها، بالإضافة إلى تحسين كفاءتها والاستفادة من الدعم المستمر من "أرامكو" وغيرها من الجهات المعنية، لتجاوز التحديات الحالية وتحقيق نمو مستدام وربحية قوية في الأسواق المحلية والعالمية.