الأسواق الآسيوية تحقق مكاسب مع ارتفاع التفاؤل بسياسات الفائدة

تشهد الأسواق المالية الآسيوية حالة من الارتفاع المستمر متباعدةً في خطواتها نحو الأعلى مع وول ستريت وذلك في ظل تفاؤل المستثمرين بخفض أسعار الفائدة،مما يعكس تحسنًا عامًا في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث يتجه الاقتصاد العالمي نحو تحقيق معدلات نمو أكبر واستقرار متزايد.

 تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة والرهانات على سياسة الفيدرالي

في ظل ارتفاع وول ستريت، شهدت الأسهم الآسيوية تحسنًا، مع تفاؤل المستثمرين بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، وانخفاض الين. فقد ارتفع مؤشر "نيكاي 225" الياباني بنسبة 1.6%، وسجلت الأسهم الأسترالية تقدمًا يوم الثلاثاء أيضًا. ومع تجدد الآمال في الصين والتفاؤل بالهند كاقتصادين رئيسيين، يتلقى الأسواق الآسيوية دفعة إضافية.

ويساعد الموقف السياسي الداعم لبكين على تعزيز الأسهم واليوان المحلي، في حين يستعد المستثمرون لمراجعة رهاناتهم على سياسة الفيدرالي نتيجة للبيانات الوظيفية الأمريكية الضعيفة. ومن المتوقع بقاء رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لولاية ثالثة، مما يشير إلى استمرار السياسات الاقتصادية الحالية. وفي ظل هذه الأوضاع، يشير راي شارما أونغ من شركة "أبردن" إلى أن الأسواق الآسيوية تتفوق فعليًا، مشيرًا إلى توقعات نمو أعلى وتقييمات أسهم أرخص مقارنة بالولايات المتحدة، مما يدفع المستثمرين إلى التفكير في فرص الاستثمار هناك.

تأثير الأحداث الجيوسياسية وتصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق المالية العالمية

 ارتفع سعر النفط في وقتٍ توازى مع استقرار العقود الآجلة للأسهم الأميركية، إذ رفضت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، مما أثر بشكل ملموس على توجهات الأسواق.

وفي الولايات المتحدة، أدلى بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات هامة خلال الأسبوع الحالي، مما أثار تفاعلًا واسعًا في الأسواق. توقع رئيس فرع الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، تباطؤًا أكبر في الاقتصاد نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، مع تحقيق هدف مستقبلي للتضخم يبلغ 2%. في المقابل، صرح نظيره في نيويورك، جون ويليامز، بأنه في نهاية المطاف سيكون هناك خفض في أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن القرار سيعتمد على مجمل البيانات والتطورات الاقتصادية.

ومن المتوقع أن يحافظ البنك المركزي الأسترالي على سعر الفائدة دون تغيير في جلسته القادمة، مؤكدًا على نهج سياسة نقدية متشددة، وذلك في إطار تأكيد على استمرارية ارتفاع أسعار المستهلكين. هذه التحركات والتصريحات تلقى بظلالها على توجهات المستثمرين وتوزانهم في أسواق العالم، مما يجعل الرصد الدقيق للتطورات الجارية أمرًا ذو أهمية بالغة.

تأثير نتائج أرباح الشركات والعوامل الاقتصادية على سوق إس آند بي 500

معلومات جديدة عن أداء شركات مؤشر "إس آند بي 500" تكشف عن تفوق ملحوظ في أرباح الربع الأول، إذ أعلنت أكثر من 80% من هذه الشركات عن أرباح تجاوزت توقعات السوق بشكل ملحوظ، وفقاً لجينا مارتن آدامز من "بلومبرغ إنتليجنس". وهذا الأمر يعزز التوقعات بنمو الأرباح بنسبة تقارب 6.5%، وهو ما يعكس استمرارية النمو الاقتصادي الصحي والتوقعات بانخفاض معدلات التضخم.

بينما تبقى خلفية الأسهم داعمة، يُتوقع أن يستمر النمو المتوسع في الأرباح، مع توقعات بانخفاض التضخم وتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتضيف تحديثات في الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي طابعًا جديدًا لمشهد الاستثمار، وفقًا لتصريحات ديفيد ليفكويتز من "يو بي إس ويلث مانجمنت".

من جانبهم، يرى فريق استراتيجيي بنك "مورغان ستانلي" بقيادة مايكل ويلسون أن الهبوط الناعم في الاقتصاد الأميركي يظل محتملًا رغم ارتفاع أسعار الفائدة، مما يتطلب نهج استثماري مرنًا يتفهم حالات عدم اليقين ويتصدى لتحديات السوق بشكل فعال.