صلاة التراويح: ما هي السنة النبوية في عدد الركعات والسور؟

صلاة التراويح هي من السنن المؤكدة في شهر رمضان المبارك، وهي صلاة خاصة بهذا الشهر الفضيل، تقام بعد صلاة العشاء في المساجد أو في البيوت، وتتميز هذه الصلاة بقراءة القرآن الكريم بصوت عالٍ، وبترويحات بين كل أربع ركعات، تستغرق فيها الناس الدعاء والذكر والاستغفار.

صلاة التراويح: ما هي السنة النبوية في عدد الركعات والسور؟

وقد سُنَّت هذه الصلاة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى تجميع الصحابة رضي الله عنهم على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ولكن ما هي السور التي تقرأ في هذه الصلاة؟ وهل هناك حد معين لعدد الركعات؟ وكيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.

السور التي تقرأ في صلاة التراويح

لا يوجد نص شرعي صريح يحدد السور التي تقرأ في صلاة التراويح، ولكن الفقهاء اتفقوا على أنه من المستحب ختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وفي السنة التي قبض فيها مرتين.

ولذلك فإن أقل ما يمكن أن يتحقق هو ختم القرآن مرة واحدة في الشهر، وكلما زاد عدد المرات التي يختم فيها القرآن كلما كان أفضل.

ويمكن للمصلي أن يقرأ السور بالترتيب المعروف، أو بالتنويع بين السور الطويلة والقصيرة، أو بالاختيار بين السور التي تتناسب مع حاله ومقامه.

وينبغي للمصلي أن يتدبر معاني الآيات التي يقرأها، وأن يتأثر بها، وأن يحسن التجويد والترتيل.

عدد ركعات صلاة التراويح

أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فقد اختلف العلماء فيه، ولكن الراجح أنه عشرون ركعة بدون الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة، والمالكية في المشهور.

وهذا هو ما عمل به الصحابة والتابعون والأئمة الأربعة وغيرهم من السلف الصالح. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه في صلاة التراويح، فصلى بهم عشرين ركعة، ثم صلى الوتر بثلاث ركعات.

وقد روي أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: لا تزيدوا على عشرين ركعة، فإنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن صلى بأقل من عشرين ركعة فلا حرج عليه، ولكن لا يكون ذلك سنة التراويح، بل يكون قيام ليل عام.

قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح

وبالنسبة لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح، فقد ثبت أنه صلى بها ثلاث ليال في رمضان، ثم تركها خشية أن تفرض على أمته، ولكنه كان يقوم ليله في رمضان وغيره بصلاة الليل.

وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنه كان يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا.

وقد روي أيضا عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة، فقرأ في الركعة الأولى سورة البقرة، ثم في الثانية سورة النساء، ثم في الثالثة سورة آل عمران، وكان يقرؤها مترسلا متمهلا، ويسجد سجدة تقريبا مثل قيامه.

وقد روي أيضا عنه أنه كان مريض في ليلة، فقرأ السبع الطوال، وهي سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.

ومن هذه الأحاديث يتضح أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل كانت تختلف قصرا وطولا، وأنه كان يقرأ بما يتناسب مع حاله ومقامه، وأنه كان يقرأ بما يتناسب مع حاله ومقامه، وأنه كان يقرؤها متدبرا متفهما، وأنه كان يخشع ويبكي في صلاته.

وهذا هو الهدف من قراءة القرآن الكريم في صلاة التراويح وغيرها من الصلوات، أن يتقرب المصلي إلى الله تعالى بكلامه، وأن يستمع إلى ما يقوله له، وأن يرد عليه بالدعاء والاستجابة.

دعاء لك

في الختام، نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في شهر رمضان المبارك، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وتلاوتنا ودعائنا، وأن يجعلنا من المقبولين والمغفورين.

ونذكر المسلمين بأن يحافظوا على صلاة التراويح في المساجد أو في البيوت، وأن يتحرّوا ليلة القدر التي خير من ألف شهر، وأن يزيدوا من العبادات والطاعات في هذا الشهر الفضيل.

والله ولي التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.