شهباز شريف… هل ينجح في إنقاذ باكستان من الانهيار؟

من هو شهباز شريف؟

شهباز شريف هو الأخ الأصغر لنواز شريف، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات قبل أن يتم عزله في 2017 بتهمة الفساد. شهباز شريف ولد في 23 سبتمبر 1951 في لاهور، وهي ثاني أكبر مدينة في باكستان وعاصمة إقليم البنجاب، تخرج من جامعة البنجاب بدرجة البكالوريوس في الفنون، وعمل في مجال الأعمال والصناعة قبل دخوله السياسة.

شهباز شريف انضم إلى حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف (PML-N)، الذي ينتمي إلى المذهب السني ويمثل الطبقة الوسطى والأرستقراطية في البلاد.

شغل منصب رئيس وزراء البنجاب خمس مرات، واشتهر بتنفيذ مشاريع التنمية والبنية التحتية في الإقليم، مثل الطرق والمترو والمدارس والمستشفيات، كما اهتم بتحسين العلاقات مع الهند، الجارة الكبرى والعدوة التاريخية لباكستان.

شهباز شريف تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى في يونيو 2018، بعد أن انتخبه البرلمان خلفا لأخيه نواز شريف، الذي تم سجنه بعد إدانته بتهمة امتلاك أصول غير مشروعة في الخارج، ولكن حكمه لم يدم طويلا، حيث تم حل البرلمان في أغسطس 2018 استعدادا للانتخابات العامة التي جرت في فبراير 2024.

ما هي نتائج الانتخابات العامة 2024؟

الانتخابات العامة التي جرت في 8 فبراير 2024 كانت مثيرة للجدل والتوتر، حيث شهدت اتهامات بالتزوير والتدخل من قبل المؤسسة العسكرية، التي تلعب دورا قويا في السياسة الباكستانية، كما شهدت أعمال عنف واضطرابات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الناخبين والمرشحين والمسؤولين.

وفقا للنتائج الرسمية، حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف على 137 مقعدا من أصل 342 في البرلمان الوطني، متقدما على حزب العدالة الحركية (PTI)، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عمران خان، والذي حصل على 119 مقعدا.

وجاء في المرتبة الثالثة حزب الشعب الباكستاني (PPP)، الذي يقوده بلاول بهوتو زرداري، نجل الرئيس السابق أسيف علي زرداري ورئيسة الوزراء الراحلة بينظير بهوتو، والذي حصل على 54 مقعدا.

ولم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة وحيدة، مما اضطر الأحزاب إلى البحث عن شركاء لتشكيل حكومة ائتلافية.

وبعد مفاوضات ماراثونية، تمكن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف من تأمين دعم حزب الشعب الباكستاني وعدد من الأحزاب الصغيرة والمستقلين، ليصل إلى 176 مقعدا، ما يكفي لتمرير ثقة البرلمان.

ما هي التحديات التي تنتظر شهباز شريف؟

شهباز شريف يواجه العديد من التحديات في قيادة باكستان، التي تعاني من أزمات اقتصادية وأمنية وسياسية واجتماعية. من بين هذه التحديات:

الأزمة الاقتصادية: باكستان تعاني من نقص في النقد الأجنبي وارتفاع في الدين العام والعجز التجاري والميزانية والتضخم والفقر والبطالة.

وتحتاج البلاد إلى مساعدة مالية عاجلة من صندوق النقد الدولي والدول الصديقة،الصين والسعودية والإمارات، لتجنب التخلف عن سداد ديونها.

ولكن هذه المساعدة قد تأتي بشروط وتنازلات سياسية واستراتيجية، مثل الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية أو الحفاظ على الحياد في النزاعات الإقليمية.

ويحتاج شهباز شريف إلى إصلاح الاقتصاد الباكستاني وتحفيز النمو والاستثمار والابتكار والتنوع والشمولية.