هل المنتخب السعودي قادر على التتويج بلقب كأس آسيا 2023؟

يشارك المنتخب السعودي في بطولة كأس آسيا 2023، التي تستضيفها قطر حتى 10 فبراير، بطموحات عالية لاستعادة اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ عام 1996، ويعتبر الأخضر السعودي من أنجح المنتخبات في تاريخ البطولة، حيث حقق اللقب ثلاث مرات في أعوام 1984، 1988، و1996، ووصل إلى النهائي مرتين في أعوام 2000 و2007، ولكن، هل يمكن للمنتخب السعودي أن يكرر إنجازاته السابقة في نسخة قطر الحالية؟ وما هي العوامل التي تؤثر على فرصه في المنافسة على اللقب؟

القوة النسبية للمنتخب السعودي

يمتلك المنتخب السعودي مجموعة من اللاعبين الموهوبين والخبرين، الذين يلعبون في أندية محلية وأجنبية، ويتمتعون بالثقة والتنوع الهجومي، ويقود الفريق المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي له باع طويل في تدريب أندية كبيرة مثل إنتر ميلان ومانشستر سيتي والمنتخب الإيطالي، ويعتمد مانشيني على أسلوب لعب هجومي ومتحرك، يعتمد على الضغط العالي والتمريرات السريعة والتحركات بدون كرة، ويملك المنتخب السعودي في خط الهجوم لاعبين مميزين، الذين يمكنهم تسجيل الأهداف أو صناعتها في أي لحظة. ويتواجد في خط الوسط لاعبون ماهرون ومتوازنون، الذين يمكنهم التحكم في وسط الملعب وتوزيع الكرات والمساعدة في الدفاع، ويضم خط الدفاع لاعبين قويين ومتماسكين، الذين يمكنهم التصدي للهجمات المنافسة والمشاركة في البناء من الخلف.

ويحتل المنتخب السعودي المركز الـ 21 عالميًا والثاني آسيويًا في تصنيف الفيفا، وهو ما يعكس قوته النسبية مقارنة بباقي المنتخبات القارية. ويعد المنتخب السعودي من المرشحين للوصول إلى الأدوار الإقصائية، بعد أن تأهل من دور المجموعات في ست نسخ سابقة من البطولة، ووصل إلى النهائي في خمس منها.

الصفقات الكبرى في الدوري السعودي

شهد الدوري السعودي للمحترفين في العام الماضي تدفقًا كبيرًا للنجوم العالميين، الذين انضموا إلى أندية مختلفة، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار جونيور والفرنسي كريم بنزيما والسنغالي ساديو ماني، وغيرهم، وقد أثارت هذه الصفقات الكبرى الجدل حول مدى تأثيرها على مستوى اللاعبين السعوديين، وما إذا كانت ستساعدهم في تحسين أدائهم مع المنتخب الوطني.

وهناك رأيان متضادان حول هذه المسألة، فمن جهة، يرى بعض المحللين أن وجود النجوم الأجانب في الدوري السعودي يرفع من شعبيته وقدرته التنافسية، ويساعد اللاعبين المحليين على تطوير مهاراتهم وخبراتهم باللعب مع أفضل اللاعبين في العالم، ويزيد من حماسهم وثقتهم بأنفسهم، ومن هذا المنطلق، يمكن أن يستفيد اللاعبون السعوديون من تواجد النجوم الأجانب في الدوري السعودي، وينقلوا ما تعلموه إلى المنتخب الوطني، ويظهروا بمستوى أعلى في البطولة القارية.

ومن جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن وجود النجوم الأجانب في الدوري السعودي يحجب عن اللاعبين المحليين الفرصة للتألق والتطور، ويقلل من مساحتهم ودورهم في الأندية التي يلعبون فيها، ويؤثر سلبًا على معنوياتهم وحميتهم التنافسية، ومن هذا المنطلق، يمكن أن يضر وجود النجوم الأجانب باللاعبين السعوديين، وينعكس على أدائهم مع المنتخب الوطني، ويحد من قدرتهم على المنافسة على اللقب.

الخصوم المحتملون في البطولة

يواجه المنتخب السعودي في دور المجموعات منافسة شرسة من المنتخبات الأخرى، وهي: عمان و تايلاند و قرغيزستان، وتعتبر هذه المجموعة من أسهل المجموعات في البطولة، حيث تضم أربعة منتخبات ومتوازنة، وليس لها تاريخ طويل في المشاركة في البطولات القارية والعالمية، و لكن يجب على المنتخب السعودي أن يحقق نتائج جيدة في هذه المباريات، ليضمن تأهله إلى الأدوار الإقصائية، ويتجنب مواجهة خصوم أقوى في الدور الثاني.

وفي حال تأهل المنتخب السعودي إلى الدور النهائي، فإنه سيواجه أحد المنتخبات التالية: اليابان أو كوريا الجنوبية أو إيران أو أستراليا أو قطر، وتعتبر هذه المنتخبات من الخصوم الأقوى والأصعب في البطولة، ولها الرغبة والإمكانية في الفوز باللقب، ويجب على المنتخب السعودي أن يلعب بكل قوة وثقة في هذه المباراة، ليحقق الفوز ويتوج باللقب.