خادم الحرمين الشريفين.. قائد التطور والتحديث في المملكة العربية السعودية

في 23 يناير 2015، تولى سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، بعد وفاة شقيقه عبد الله بن عبد العزيز، منذ ذلك الحين، شهدت المملكة تغييرات جذرية وإصلاحات هادفة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تحت رؤية 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي والارتقاء بمكانة المملكة إقليمياً ودولياً، في هذا المقال، سنستعرض أبرز إنجازات خادم الحرمين الشريفين في تسع سنوات من حكمه، والتحديات التي واجهها والفرص التي أتاحها لشعبه وللأمة الإسلامية.

خادم الحرمين الشريفين.. قائد التطور والتحديث في المملكة العربية السعودية

[caption id="attachment_55248" align="alignnone" width="300"] خادم الحرمين الشريفين.. قائد التطور والتحديث في المملكة العربية السعودية[/caption]

التنمية الداخلية

أولى خادم الحرمين الشريفين اهتماماً كبيراً بالتنمية الداخلية للمملكة، وأطلق مجموعة من المشاريع والبرامج والإصلاحات في مختلف القطاعات، من أجل تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وتعزيز دور المرأة والشباب في المجتمع، وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة، وتحفيز الابتكار والإبداع والبحث العلمي، وتشجيع المبادرات الخيرية والإنسانية. من بين أهم هذه المشاريع والبرامج: برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث: يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل كوادر بشرية مؤهلة ومتخصصة في مختلف التخصصات الأكاديمية والبحثية، من خلال منح فرص التعليم العالي في أفضل الجامعات المحلية والدولية، يشتمل هذا البرنامج على أربعة مسارات: مسار الرواد، مسار البحث والتطوير، مسار إمداد، مسار واعد. يستفيد من هذا البرنامج طلاب وطالبات من مختلف شرائح المجتمع. أعمال في عهده: هو عبارة عن موقع إلكتروني يعرض أهم الأعمال والمشاريع والإنجازات التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين في مختلف المجالات، مثل التعليم، والصحة، والنقل، والاتصالات، والحكومة الإلكترونية، والرياضة، والسياحة، والثقافة، وتمكين المرأة، والبيئة، والإسكان، والعمل، والعدل، والقانون، والاقتصاد، والطاقة، والصناعة، والدين. يهدف هذا الموقع إلى توثيق التاريخ الحديث للمملكة، وإبراز دور خادم الحرمين الشريفين في قيادة التطور والتحديث. رؤية 2030: هي رؤية استراتيجية تحدد الأهداف والسياسات والبرامج للمملكة في الفترة من 2016 إلى 2030. تهدف هذه الرؤية إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: بناء مجتمع حيوي يعزز الهوية الوطنية والقيم الإسلامية، بناء اقتصاد مزدهر يستغل الموارد المتاحة ويخفف الاعتماد على النفط، بناء دولة طموحة تلبي تطلعات المواطنين وتحافظ على مكانتها الإقليمية والدولية. تشمل هذه الرؤية عدة مبادرات وبرامج في مختلف المجالات.

التحديات

ولم يخلُ عهد خادم الحرمين الشريفين من التحديات التي اختبرت صلابة قراراته وحكمته. فقد تعرضت المملكة لعدة حوادث أمنية وإرهابية، كان أبرزها هجوم على مسجد قوات الطوارئ في أبها، وهجوم على مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح، وهجوم على مسجد الأنصار في المهد، إضافة إلى استهداف منشآت نفطية في بقيق وخريص. كما شهدت المنطقة العربية تصاعداً للصراعات والأزمات، كان أبرزها حرب اليمن، التي دخلت فيها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بعملية عسكرية اسمها عاصفة الحزم، بهدف استعادة الشرعية في هذا البلد المجاور. كذلك شهدت المنطقة خلافات دبلوماسية، كان أبرزها قطع العلاقات مع قطر بسبب دعمها للإرهاب.

الفرص

ورغم هذه التحديات، فإن عهد خادم الحرمين الشريفين أتاح فرصاً كثيرة للمملكة وشعبها والأمة الإسلامية، من خلال تعزيز دور المملكة في العالم، وتقديم المساعدات والإغاثة للدول والشعوب المحتاجة، ودعم القضايا العادلة، ونشر رسالة الإسلام السمحة، وتطبيق رؤية 2030 التي تشجع على الابتكار والتميز والتنافسية. من بين أهم هذه الفرص: التطور الرقمي: شهدت المملكة تطوراً رقمياً متسارعاً في عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، حيث تصدرت المملكة قائمة دول مجلس التعاون الخليجي في مؤشر التحول الرقمي، وحققت تقدماً كبيراً في مؤشر جودة خدمات الانترنت، وأطلقت عدة مبادرات وبرامج لتطوير قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والحكومة بالاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة. الانفتاح الثقافي: شهدت المملكة انفتاحاً ثقافياً غير مسبوق في عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، حيث أطلقت عدة مشاريع وفعاليات لإثراء الحياة الثقافية والفنية في المجتمع، مثل مشروع قِدَّة لإنشاء منطقة ثقافية على ضفاف نهر جدة، وبرنامج جود لدعم المواهب المحلية في مجالات الموسيقى والأدب والفنون، وبرنامج شارِك لإشراك المجتمع في صناعة التغيير، بالإضافة إلى استضافة عدة فعاليات عالمية مثل سباق فورمولا وسوبر كأس إيطاليا وأول حفل سيرك دولاندي في المنطقة. الانخراط الإقليمي: شهدت المملكة انخراطاً إقليمياً فعَّالاً في عهد خادم الحرمين الشريفين، حيث قادت المملكة جهود السلام والحوار في المنطقة، وتوسطت في حل عدة أزمات ونزاعات، مثل الأزمة الخليجية والأزمة اليمنية والأزمة السودانية، ودعمت عدة مبادرات لتعزيز التعاون والتكامل الإقليمي، مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومبادرة الشرق الأوسط للطاقة المتجددة ومبادرة الشرق الأوسط للأمن الغذائي.

الخلاصة

في ختام هذا المقال، نود أن نعبر عن تقديرنا وامتناننا لخادم الحرمين الشريفين على ما قدمه من إنجازات وإصلاحات في تسع سنوات من حكمه، وعلى ما يبذله من جهود في خدمة دينه ووطنه وأمته، سائلين الله أن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء، وأن يجعلها دائماً رافعة لراية التوحيد والإسلام.