توباك شاكور.. من الفقر إلى الشهرة إلى الغموض

توباك شاكور هو واحد من أشهر مغنيي الراب في التاريخ، والذي قتل في عام 1996 في لاس فيغاس بعد تعرضه لإطلاق نار من سيارة مجهولة. في هذا المقال، سنتعرف على حياته ومسيرته الفنية والسبب وراء مقتله.

توباك شاكور.. من الفقر إلى الشهرة إلى الغموض

حياته الشخصية توباك شاكور ولد في 16 يونيو 1971 في مانهاتن، نيويورك، من أبوين ينتميان إلى حركة القبضة السوداء، وهي منظمة سياسية تدعو إلى تحرير السود من الظلم والاستعمار. اسمه الحقيقي كان كروك ليسان باريش، لكنه تغير إلى توباك أمارو شاكور بعد أن انفصل والداه. توباك يعني “الثور اللامع” بلغة الإنكا، وأمارو يعني “الثعبان”، وشاكور يعني “الشاكر” بالعربية. توباك نشأ في ظروف صعبة، حيث عانى من الفقر والتمييز والعنف في الأحياء الفقيرة التي عاش فيها. كان لديه شغف بالموسيقى والشعر منذ طفولته، وبدأ يغني في المدرسة والحفلات المحلية. درس في مدرسة بالتيمور للفنون، حيث تعلم التمثيل والرقص والشعر. كان لديه صداقات مع مشاهير آخرين مثل جادا بينكت سميث وجادن سميث.

مسيرته الفنية

بدأ توباك شاكور مشواره الفني في بداية التسعينات من القرن الماضي كمغني هيب هوب أو راب مغمور في حفلات غير رسمية، وأصدر أغاني غير رسمية. في عام 1991، انضم إلى فرقة دجتال أندرغراوند، وظهر لأول مرة في فيديو غنائي لأغنية “Same Song”. في عام 1992، أصدر ألبومه الأول الرسمي “2Pacalypse Now”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأثار جدلاً بسبب كلماته التي تتحدث عن المشاكل الاجتماعية والسياسية التي يواجهها السود في أمريكا. تعرض توباك للانتقادات من قبل السلطات والمحافظين، الذين اتهموه بأن أغانيه تحرض على العنف والإجرام. رد توباك على هذه الاتهامات بأن أغانيه تعبر عن حقائق ولا تختلف عن أخبار التلفزيون. في عام 1993، أصدر توباك ألبومه الثاني “Strictly 4 My N.I.G.G.A.Z.”، الذي حقق مبيعات أعلى من الأول واحتوى على أغاني مشهورة مثل “I Get Around” و"Keep Ya Head Up". في نفس العام، بدأ توباك مسيرته التمثيلية، حيث شارك في فيلم “Juice”، الذي لاقى استحسان النقاد والجمهور. كما شارك في أفلام أخرى مثل “Poetic Justice” و"Above the Rim" و"Gridlock’d". في عام 1994، تعرض توباك لمحاولة اغتيال في نيويورك، حيث أصيب بخمس رصاصات في استوديو تسجيل. نجا توباك من الموت، لكنه اتهم بعض مغنيي الراب الآخرين بالوقوف وراء الهجوم، مثل نوتوريوس بي. آي. جي. وشون كومبز. هذا أدى إلى نشوب خلافات وصراعات بين مغنيي الراب من الساحل الشرقي والغربي. في عام 1995، أصدر توباك ألبومه الثالث “Me Against the World”، الذي كان أول ألبوم يحتل المركز الأول في قائمة بيلبورد 200 بينما كان صاحبه في السجن. تم اعتقال توباك بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأة في فندق، لكنه نفى التهمة وادعى أنه ضحية مؤامرة. حُكم على توباك بالسجن لأربع سنوات ونصف، لكنه خرج بعد 11 شهرًا بعد دفع كفالة قدرها 1.4 مليون دولار من قبل شوغ نايت، المدير التنفيذي لشركة ديث رو ريكوردز. انضم توباك إلى شركة ديث رو، وأصدر ألبومه الرابع “All Eyez on Me” في عام 1996، والذي كان أول ألبوم ثنائي في تاريخ الراب. حقق الألبوم نجاحًا باهرًا وحصل على شهادة الماس من جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية. احتوى الألبوم على أغاني مثل “California Love” و"How Do U Want It" و"2 of Amerikaz Most Wanted".

سبب مقتله

في 7 سبتمبر 1996، كان توباك شاكور في لاس فيغاس لحضور نزال الملاكمة بين مايك تايسون وبروس سيلدون. بعد انتهاء النزال، خرج توباك من الملعب مع شوغ نايت في سيارة بلاك إس كلاس. على طول الطريق، تورط توباك في شجار مع رجل يدعى أورلاندو أندرسون، وهو عضو في عصابة كريبس من لوس أنجلوس. استأنف توباك رحلته مع شوغ نايت، لكنه تعرض لإطلاق نار من سيارة مجهولة كانت تسير بجانبهم على شارع فلامنغو. أصيب توباك بأربع رصاصات في صدره وذراعه وفخذه، بينما أصيب شوغ نايت بشظية في رأسه. تم نقل توباك إلى مستشفى يونيفرسيتي ميديكال سنتر، حيث خضع لعملية جراحية لإزالة رئته اليمنى. بقي توباك في حالة حرجة لستة أيام، قبل أن يتوفى في 13 سبتمبر 1996 عن عمر يناهز 25 عامًا. لم يتم القبض على الجاني أو تحديد هويته حتى الآن، ولا تزال قضية مقتل توباك شاكور مفتوحة. هناك العديد من النظريات والشائعات حول من قتل توباك ولماذا، ولكن لا يوجد دليل قاطع أو شهود موثوقين. بعض النظريات تشير إلى أن مقتل توباك كان جزءًا من صراع بين الساحلين الشرقي والغربي، وأن نوتوريوس بي. آي. جي. أو شون كومبز أو غيرهم من مغنيي الراب كانوا وراء الهجوم. بعض النظريات تشير إلى أن مقتل توباك كان نتيجة لثأر شخصي من قبل أورلاندو أندرسون أو عصابة كريبس أو غيرهم من الأعداء. بعض النظريات تشير إلى أن مقتل توباك كان مخططًا من قبل شوغ نايت أو شركة ديث رو أو غيرهم من المستفيدين من وفاته. بعض النظريات تشير إلى أن توباك شاكور لم يمت في الحقيقة، وأنه ما زال حيًا ومختفيًا في مكان ما. لا يزال مقتل توباك شاكور واحدًا من أكبر الألغاز في تاريخ الموسيقى والثقافة الشعبية، ولا يزال يثير الجدل والحزن والإعجاب حول العالم. توباك شاكور هو رمز للحرية والإبداع والصراع، وهو مصدر إلهام للجيل الجديد من المغنيين والفنانين والنشطاء. توباك شاكور هو أسطورة لا تموت.