الذكرى 25 لإنشاء Google: كيف أصبحت شركة التكنولوجيا الأكبر في العالم

Google هي شركة تكنولوجيا عالمية تقدم خدمات ومنتجات متنوعة في مجالات الإنترنت والحوسبة السحابية والإعلان والذكاء الاصطناعي وغيرها. تأسست Google في 4 سبتمبر 1998 من قبل لاري بيج وسيرجي برين، وهما طالبان دكتوراه في جامعة ستانفورد. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ Google وإنجازاتها وتحدياتها ورؤيتها المستقبلية.

الذكرى 25 لإنشاء Google: كيف أصبحت شركة التكنولوجيا الأكبر في العالم

[caption id="attachment_46038" align="alignnone" width="300"] الذكرى 25 لإنشاء Google: كيف أصبحت شركة التكنولوجيا الأكبر في العالم[/caption]

البدايات

بدأت فكرة Google عندما كان بيج وبرين يعملان على مشروع بحثي يهدف إلى تطوير محرك بحث جديد يستخدم خوارزمية تسمى PageRank. هذه الخوارزمية تقوم بترتيب الصفحات الإلكترونية بناء على شعبيتها ومدى ارتباطها بالموضوع المطلوب. اختارا اسم Google لمشروعهما، وهو مشتق من كلمة googol، وهي تعني الرقم واحد متبوعا بمائة صفر. هذا الاسم يعكس رغبتهما في تنظيم كمية هائلة من المعلومات المتاحة على الإنترنت. في عام 1998، أنشأ بيج وبرين شركة Google Inc. واستأجرا مرآب من صديقة لهما في منطقة سيليكون فالي. بدأا بتقديم خدمة محرك البحث الخاص بهما للمستخدمين عبر موقع google.com، والذي كان يتميز ببساطته وسرعته ودقته. في نفس العام، حصلت Google على استثمار أولي بقيمة 100 ألف دولار من أحد الملاك الملاك الأوائل لشركة صن مايكروسيستمز. كما حصلت على تمويل آخر بقيمة 25 مليون دولار من شركتي كابيتال وسيكويا كابيتال في عام 1999.

النمو والتوسع

مع مرور الوقت، أصبحت Google أكثر من مجرد محرك بحث، فأطلقت العديد من الخدمات والمنتجات الجديدة التي تلبي احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات. من بين هذه الخدمات والمنتجات: Gmail: خدمة البريد الإلكتروني التي توفر مساحة تخزين كبيرة وتصفية للرسائل الغير مرغوب فيها وتكامل مع خدمات Google الأخرى. Google Maps: خدمة الخرائط والملاحة التي تساعد المستخدمين على العثور على الأماكن والاتجاهات والمسافات والمواصلات والمعلومات المحلية. Google Translate: خدمة الترجمة التي تتيح للمستخدمين ترجمة النصوص والكلمات والصوت والصور بين أكثر من 100 لغة. Google Photos: خدمة تخزين وتنظيم ومشاركة الصور والفيديوهات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الصور وتصنيفها والبحث فيها. Google Drive: خدمة تخزين ومزامنة الملفات عبر الإنترنت التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى ملفاتهم من أي جهاز والتعاون مع الآخرين على الوثائق والجداول والعروض. Google Chrome: متصفح الويب الذي يوفر تجربة تصفح سريعة وآمنة ومخصصة ويدعم الإضافات والتطبيقات والألعاب. YouTube: منصة مشاركة الفيديوهات التي تسمح للمستخدمين بمشاهدة ورفع وتعليق وتقييم ومشاركة محتوى الفيديو على الإنترنت. Google Play: متجر التطبيقات والألعاب والموسيقى والكتب والأفلام والمجلات التي تعمل على أجهزة الأندرويد والكروم والويب. Google Assistant: مساعد ذكي يستجيب للأوامر الصوتية والنصية ويقدم معلومات وخدمات وترفيه للمستخدمين عبر الهواتف والسماعات والساعات والسيارات والمنازل الذكية. Google Cloud: منصة الحوسبة السحابية التي توفر خدمات البنية التحتية والمنصة والبرمجيات والبيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للشركات والمطورين والباحثين. بالإضافة إلى ذلك، قامت Google بالاستحواذ على العديد من الشركات الأخرى التي تعزز من قدراتها وتوسع نطاقها، مثل: Android: نظام التشغيل المفتوح المصدر للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفزيونات والسيارات والساعات وغيرها. Waze: تطبيق الملاحة والمرور الاجتماعي الذي يعتمد على مساهمات المستخدمين لتحديث الخرائط والحالة المرورية والحوادث والمخالفات والمحطات والمطاعم وغيرها. Nest: شركة الأجهزة الذكية التي تنتج أجهزة التحكم في درجة الحرارة والكاميرات والأقفال والأجراس والمكبرات الصوتية والمستشعارت.

التحديات والانتقادات

رغم نجاح Google وشعبيتها، فإنها تواجه أيضا العديد من التحديات والانتقادات في مختلف الجوانب، مثل: الخصوصية والأمن: تتعرض Google للانتقاد بسبب جمعها وتحليلها واستخدامها للبيانات الشخصية للمستخدمين ومشاركتها مع الجهات الثالثة دون موافقة أو وعي من المستخدمين. كما تتعرض للهجمات الإلكترونية والتسريبات والاختراقات التي تهدد سلامة ومصداقية المعلومات والحسابات والأجهزة. الاحتكار والمنافسة: تتهم Google بالاحتكار والتلاعب بنتائج البحث والإعلانات لصالحها ولصالح شركاتها التابعة ولضرر منافسيها والمستهلكين. كما تواجه Google دعاوى قضائية وغرامات وتحقيقات من قبل السلطات الرقابية والمنظمات الحقوقية في مختلف البلدان والمناطق بسبب مخالفاتها للقوانين والمعايير المتعلقة بالمنافسة والتجارة والضرائب والملكية الفكرية وغيرها. الرقابة والحرية: تتعرض Google للانتقاد بسبب تعاونها مع الحكومات والجهات السياسية والدينية في بعض البلدان والمناطق لتقييد وتحجب وتشويه وتحريف المحتوى والمعلومات والآراء والتعبيرات التي تعتبرها مخالفة أو مسيئة أو خطرة. كما تتعرض Google للمقاطعة والحظر والحجب من قبل بعض المستخدمين والمجموعات والحركات الاجتماعية والثقافية والفنية التي ترفض سياساتها وممارساتها وتأثيرها على الحرية والديمقراطية والتنوع والإبداع.

الرؤية والمستقبل

تسعى Google إلى تحقيق رؤيتها التي تتلخص في “تنظيم المعلومات العالمية وجعلها عالمية ومفيدة”. لذلك، تستمر Google في الابتكار والتطوير والاستثمار في مجالات جديدة ومتقدمة تهدف إلى تحسين حياة الناس وتحدي الحدود وتغيير العالم. من بين هذه المجالات: الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: تعمل Google على تطبيق وتوظيف وتعزيز الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في جميع منتجاتها وخدماتها ومشاريعها لجعلها أكثر ذكاء وفعالية وتخصيص وتفاعل. كما تعمل Google على تطوير وتحسين وتوسيع منصة TensorFlow، وهي منصة مفتوحة المصدر للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تستخدمها Google والمطورون والباحثون والشركات والمؤسسات في مختلف المجالات والتطبيقات. الحوسبة الكمية: تعمل Google على تطوير وتجربة وتطبيق الحوسبة الكمية، وهي تقنية تستخدم خصائص الجسيمات الكمية لإجراء العمليات الحسابية بسرعة ودقة وكفاءة أعلى من الحواسيب التقليدية. في عام 2019، أعلنت Google عن تحقيق الأسرعية الكمية، وهي حالة تتفوق فيها الحاسوب الكمي على الحاسوب الكلاسيكي في مهمة معينة. وفي عام 2020، أطلقت Google معمل الحوسبة الكمية، وهو برنامج يتيح للمطورين والباحثين والشركات والمؤسسات الوصول إلى الحواسيب الكمية الخاصة بGoogle واستخدامها لتطوير وتجريب وتطبيق حلول وابتكارات جديدة. الصحة والطب: تعمل Google على استخدام تكنولوجيا الإنترنت والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والحوسبة الكمية وغيرها لتحسين وتطوير وتغيير مجال الصحة والطب. تقوم Google بتقديم وتوفير خدمات ومنتجات وحلول تهدف إلى تحسين صحة ورفاهية وجودة حياة الناس، مثل Google Fit وGoogle Health وVerily وCalico وDeepMind Health. كما تقوم Google بالتعاون والشراكة مع الأطباء والباحثين والمؤسسات الصحية والطبية لتطوير وتحسين وتطبيق التشخيص والعلاج والوقاية والبحث والابتكار في مختلف الأمراض والمشاكل الصحية والطبية. في الختام، يمكن القول إن Google هي شركة تكنولوجيا عملاقة ومؤثرة ومبتكرة ومتنوعة ومتطورة ومتغيرة. تحتفل Google في هذا العام بالذكرى الـ25 لإنشائها، وتستعرض تاريخها وإنجازاتها وتحدياتها ورؤيتها ومستقبلها.