رونالدو: من الأسطورة إلى الخائن… قصة رحيله المثيرة عن مانشستر يونايتد

في أغسطس 2021، أعلن مانشستر يونايتد عودة نجمه السابق كريستيانو رونالدو بعد 12 عامًا من رحيله إلى ريال مدريد. وكانت الصفقة مفاجأة كبيرة للعالم الكروي، حيث كان يبدو أن رونالدو على وشك الانضمام إلى جارهم المانشستر سيتي. وكانت الفرحة عارمة بين جماهير الشياطين الحمر، الذين احتفلوا بعودة أحد أساطيرهم وأفضل لاعب في التاريخ.

رونالدو: من الأسطورة إلى الخائن… قصة رحيله المثيرة عن مانشستر يونايتد

ولكن، لم تكن العودة سعيدة كما كان متوقعًا، فرونالدو لم يتمكن من قيادة مانشستر يونايتد إلى أي لقب في موسمه الثاني، وخرج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وانتهى الموسم في المركز الخامس في الدوري الإنجليزي. وفي صيف 2022، قرر رونالدو مغادرة مانشستر يونايتد مرة أخرى، والانضمام إلى نادي النصر السعودي في صفقة قياسية.

ما هو سبب رحيل رونالدو؟

هناك عدة عوامل قد تكون سببًا في رحيل رونالدو عن مانشستر يونايتد في فترته الثانية. بعض هذه العوامل هي:

المعايير العالية: رونالدو هو لاعب طموح وجاد، يسعى دائمًا إلى تحقيق الأفضل والفوز بالألقاب. وفقًا لمدربه السابق في مانشستر يونايتد، مايك فيلان، كان رونالدو يضغط بقوة على زملائه في الفريق لرفع مستواهم والتزامهم. ولكن، ربما لم يجد رونالدو الجوع والشغف نفسه لدى بعض اللاعبين الأصغر سنًا في النادي. وقد شعر بالإحباط من قلة الرد فعل أو الاستجابة من جانبهم. وقد انتقد علنًا هذه الظاهرة في مقابلة صريحة مع بيرس مورغان قبل كأس العالم في قطر.

الخلافات مع المدير: رغم أن رونالدو كان يحظى باحترام كبير من قبل إيرك تن هاغ، المدير التقني لمانشستر يونايتد، إلا أنه كان هناك خلافات بينهما حول طريقة لعب الفريق ودور رونالدو فيه. فرونالدو كان يفضل اللعب كمهاجم صريح، ويطلب الكرات الطويلة والعرضية من زملائه. ولكن، تن هاغ كان يريد أن يلعب الفريق بطريقة أكثر تمريرًا وتحركًا، ويطلب من رونالدو المشاركة في الدفاع والضغط على الخصم. وقد أدى هذا إلى توتر بين الطرفين، وشعور رونالدو بالخيانة من قبل تن هاغ والعديد من الشخصيات في أولد ترافورد.

العرض المغري: رغم كل المشاكل التي واجهها رونالدو في مانشستر يونايتد، فإنه لم يكن يفكر في الرحيل إلا بعد تلقيه عرضًا مغريًا من نادي النصر السعودي. فالنادي السعودي كان على استعداد لدفع 200 مليون يورو لضم رونالدو، ومنحه راتبًا سنويًا قدره 50 مليون يورو، بالإضافة إلى حوافز وامتيازات أخرى. وكان هذا العرض صعبًا على رونالدو رفضه، خصوصًا في ظل عدم رضاه عن أداء مانشستر يونايتد ومستقبله معه. وبالتالي، قرر رونالدو قبول العرض والانتقال إلى النصر في صفقة هزت العالم.

هل كان رحيل رونالدو خطأ؟

لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قطعي، فكل طرف له رأيه ومبرراته. من جهة رونالدو، فإنه قد يشعر بأنه اتخذ القرار الصحيح، فهو اختار التحدي في بطولة جديدة، وحصل على عقد مالي ضخم، وأصبح أغلى لاعب في التاريخ. كما أنه قد يكون قد فقد الثقة في مشروع مانشستر يونايتد، وشعر بأنه لا يستطيع تحقيق أحلامه معه.

من جهة مانشستر يونايتد، فإنه قد يشعر بأنه خسر لاعبًا كبيرًا، فرونالدو كان هدافًا وقائدًا وأسطورة في الفريق. كما أنه كان جذابًا تسويقيًا وإعلاميًا، وزاد من شعبية النادي حول العالم. ولكن، ربما كان هذا الخسارة ضرورية لبناء فريق أكثر تجانسًا وتوازنًا، فرونالدو كان يأخذ مساحة كبيرة من المجال والانتباه، وكان يفرض طريقته على باقي اللاعبين.