هل الدوري السعودي ممكن أن يكون من الخمس دوريات الكبرى

الخميس، 17 أغسطس 2023 09:24 ص

||هل الدوري السعودي ممكن أن يكون من الخمس دوريات الكبرى

||هل الدوري السعودي ممكن أن يكون من الخمس دوريات الكبرى

في السنوات الأخيرة، شهد الدوري السعودي للمحترفين تطوراً كبيراً في مستوى المنافسة والجودة والاحترافية، بفضل الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الأندية السعودية في ضم نجوم عالميين من مختلف الدوريات والمنتخبات. وقد أثارت هذه التحركات السوقية اهتمام وإعجاب ودهشة العديد من المتابعين والمحللين والإعلاميين في عالم كرة القدم، خاصة في ظل تفوق الأندية السعودية على نظيراتها الآسيوية في بطولة دوري أبطال آسيا، وتحقيقها لإنجازات تاريخية في المشاركات العالمية. ولكن هل يكفي هذا لجعل الدوري السعودي من بين الخمس دوريات الكبرى في العالم؟ وما هي المعايير التي تحدد ترتيب وتصنيف الدوريات؟ وهل يوجد فرصة حقيقية للدوري السعودي للانضمام إلى نخبة كرة القدم؟ هذه هي بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها في هذا المقال.

هل الدوري السعودي ممكن أن يكون من الخمس دوريات الكبرى

[caption id="attachment_34739" align="alignnone" width="1628"]هل الدوري السعودي ممكن أن يكون من الخمس دوريات الكبرى هل الدوري السعودي ممكن أن يكون من الخمس دوريات الكبرى[/caption]

مفهوم الخمس دوريات الكبرى

لا يوجد تعريف رسمي أو موحد لمصطلح “الخمس دوريات الكبرى” في كرة القدم، ولكنه يستخدم عادة للإشارة إلى خمس دوريات أوروبية هي: الدوري الإنجليزي الممتاز، الدوري الإسباني، الدوري الإيطالي، الدوري الألماني، والدوري الفرنسي. وتتمتع هذه الدوريات بشعبية وانتشار واسع في جميع أنحاء العالم، بفضل تاريخها وثقافتها وتقاليدها في كرة القدم، وجودة فرقها ولاعبيها ومدربيها، وقوة أدائها ونتائجها على المستوى المحلي والقاري والعالمي. كما تتصدر هذه الدوريات قائمة التصنيفات التي تصدرها بعض المؤسسات والهيئات المختصة بكرة القدم، مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء في كرة القدم (IFFHS)، شبكة سبورت 360، شبكة ESPN، شبكة FOX Sports، شبكة Sky Sports، شبكة Goal، وغيرها. وتعتمد هذه التصنيفات على مجموعة من المعايير والمؤشرات الكمية والنوعية، مثل عدد النقاط والأهداف والانتصارات والهزائم والتعادلات، ومستوى الصعوبة والتنافسية والتوازن، وقيمة اللاعبين والأندية والعقود والرعايات، وحضور الجماهير والمشاهدة التلفزيونية والإيرادات المالية، وغيرها.

موقف الدوري السعودي

بالنظر إلى التصنيفات المذكورة أعلاه، نجد أن الدوري السعودي للمحترفين يحتل مراكز متقدمة بين دوريات العالم، حيث يتراوح ترتيبه بين المركز الـ 11 والمركز الـ 201234 . وهذا يعكس تطور الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تحقيق الأندية السعودية لإنجازات مشرفة على المستوى الآسيوي، بالإضافة إلى ذلك، شهد الدوري السعودي انضمام عدد كبير من اللاعبين المحليين والأجانب ذوي المستوى الممتاز، مثل نجولو كانتي وكرستيانو رونالدو وكريم بنزيما وساديو ماني وفابينيو ورياض محرز ونيمار دا سيلفا وغيرهم. كما تحسنت بنية التحتية للدوري من حيث الملاعب والإدارة والتحكيم والإعلام.

التحديات والفرص

رغم كل هذه التطورات، فإن الدوري السعودي لا يزال بعيداً عن مستوى الخمس دوريات الكبرى في أوروبا، التي تتفوق عليه في مختلف المجالات. فمثلاً، تبلغ قيمة سوقية متوسط الدوري الإنجليزي الممتاز ١٠٠ مليون يورو، بينما تبلغ قيمة سوقية للاعب في الدوري السعودي ١٥ مليون يورو. كما تتفوق الدوريات الأوروبية في عدد الجماهير والمشاهدين والإيرادات، حيث تصل إلى مليارات من الدولارات سنوياً ، بينما تصل إيرادات الدوري السعودي إلى مئات من الملايين. وعلى صعيد الأداء، فإن الدوريات الأوروبية تتمتع بمستوى عالٍ من التنافسية والتوازن والصعوبة، حيث تشهد تغييرات كبيرة في صدارة الترتيب والفرق المشاركة في المسابقات القارية، بينما يسود الدوري السعودي نوع من التكرار والثبات، حيث يحتكر الهلال والنصر والأهلي والاتحاد معظم الألقاب المحلية والآسيوية. ولكن هذا لا يعني أن الدوري السعودي لا يملك فرصة للتقدم والتطور والانضمام إلى نخبة كرة القدم. فهناك عدة عوامل تعزز إمكانية ذلك، مثل: الرؤية السعودية 2030: التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للرياضة والترفيه، وتشجع على دعم وتطوير القطاع الرياضي بشكل شامل، من خلال زيادة الاستثمارات وتحسين البنية التحتية وتنظيم المنافسات والفعاليات الرياضية العالمية. الجاذبية والجودة: التي يتمتع بها الدوري السعودي في ضم نجوم عالميين من مختلف المستويات والخبرات، سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو إداريين أو حكام أو إعلاميين. وهذا يرفع من قدرة وقوة وشهرة الأندية السعودية، ويجذب اهتمام المشجعين والمحبين لكرة القدم في جميع أنحاء العالم. الانفتاح والتطبيع: التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة، والتي تفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتبادل والتفاهم بين المجتمعات المختلفة، خاصة في مجال الرياضة. فقد شاركت المنتخبات والأندية السعودية في عدة مبارات مع منتخبات وأندية من دول عربية وإسلامية وأفريقية وآسيوية، وحققت نتائج إيجابية وعلاقات ودية. كما تشهد المملكة استضافة وتنظيم عدة بطولات ومسابقات رياضية عالمية، مثل سوبر كلاسيكو وكأس العالم للأندية وسباق الفورمولا وغيرها. من خلال ما سبق، يمكننا القول أن الدوري السعودي للمحترفين يمر بمرحلة تاريخية من التطور والتحديث والتحسين، بفضل الجهود والإمكانات التي توفرها الدولة والأندية لرفع مستوى كرة القدم في المملكة. ولكن هذا لا يعني أن الدوري السعودي قد وصل إلى مستوى الخمس دوريات الكبرى في أوروبا، التي تتفوق عليه في عدة جوانب. فهناك فارق كبير بين الدوريات الأوروبية والسعودية من حيث التاريخ والثقافة والجودة والشعبية والإيرادات والأداء. لذلك، يحتاج الدوري السعودي إلى المزيد من الوقت والعمل والصبر لتجاوز هذه الفجوة، والانضمام إلى نخبة كرة القدم. وهذا ليس مستحيلاً، فهناك عوامل تساعد على تحقيق هذا الهدف، مثل الرؤية السعودية 2030، والجاذبية والجودة، والانفتاح والتطبيع.

مواقيت الصلاة

  • الفجر

    05:14 AM

  • الشروق

    06:42 AM

  • الظهر

    12:48 PM

  • العصر

    04:17 PM

  • المغرب

    06:55 PM

  • العشاء

    08:12 PM

الخميس، 19 سبتمبر 2024
search