وداعًا لأسطورة كرة القدم… بوفون يعلن اعتزاله بعد 29 عامًا من التألق

في خبر حزين لعشاق كرة القدم، أعلن الحارس الإيطالي الأسطوري جيانلويجي بوفون اعتزاله اللعب بشكل نهائي، بعد مسيرة استمرت لنحو ثلاثة عقود، شهدت تألقه مع أندية بارما ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، ومنتخب إيطاليا، الذي قاده للفوز بكأس العالم عام 2006.

وداعًا لأسطورة كرة القدم… بوفون يعلن اعتزاله بعد 29 عامًا من التألق

[caption id="attachment_31506" align="alignnone" width="1080"] وداعًا لأسطورة كرة القدم… بوفون يعلن اعتزاله بعد 29 عامًا من التألق[/caption]

مسيرة حافلة

ولد بوفون في 28 يناير 1978 في كارارا، وهي مدينة تقع بالقرب من نهر كاريوني في منطقة توسكانا بإيطاليا. وكان والديه كلاهما رياضيين، فكانت والدته قاذفة رمي القرص وكان والده رافع أثقال محترف. وبدأ بوفون ممارسة الرياضة منذ سن مبكرة، واختار كرة القدم كهواية بعد أن أعجب بحارس المرمى الكاميروني توماس نكونو. وانضم إلى أكاديمية بارما للشباب في عام 1991 عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا، ولعب معهم كحارس مرمى لمدة أربع سنوات حتى عام 1995، قبل أن يتم ترقيته إلى الفريق الأول. ولعب بوفون مع بارما لست سنوات، من 1995 إلى 2001، وبرز كثيرًا وحصل على ثلاثة ألقاب هامة مع الفريق: كأس إيطاليا والدوري الأوروبي وكأس السوبر الإيطالي، وكلها في عام 1999. وفي عام 2001، انتقل إلى يوفنتوس مقابل 52 مليون يورو، وهو رقم قياسي لحارس مرمى في ذلك الوقت. وفاز بوفون فورًا بلقب الدوري الإيطالي في أول موسم له مع الفريق، وكرر الإنجاز في الموسم التالي. كما فاز بجائزة أفضل حارس في أوروبا عام 2003. ولكن سحابة سوداء غطت سماء يوفنتوس في عام 2006، عندما تورط الفريق في فضيحة التلاعب بالنتائج، التي أدت إلى تجريده من لقبين للدوري الإيطالي في عامي 2005 و2006، وهبوطه إلى الدرجة الثانية. وعلى الرغم من العروض المغرية التي تلقاها بوفون من أندية كبيرة مثل ميلان وريال مدريد وبرشلونة، إلا أنه قرر البقاء مع يوفنتوس، وساعده على العودة إلى الدرجة الأولى في عام 2007. وبعد عودة يوفنتوس إلى القمة، لعب بوفون دورًا رئيسيًا في تحقيق سلسلة من الألقاب المحلية والقارية مع الفريق. فاز بالدوري الإيطالي ثماني مرات، وثلاث مرات بكأس إيطاليا، وخمس مرات بكأس السوبر الإيطالي. كما وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، لكنه خسرها جميعًا. وحمل شارة القائد للفريق منذ عام 2012، بعد رحيل أليساندرو ديل بييرو. ولكن بوفون لم يستمر طويلًا في يوفنتوس بعد ذلك، ففي عام 2018، انتقل إلى باريس سان جيرمان في صفقة حرة، ولعب معهم موسمًا واحدًا فقط، حقق خلاله لقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا. وفي عام 2019، عاد إلى يوفنتوس مجددًا، لكنه لم يكن حارسًا أساسيًا بعد ذلك، بل كان يشارك في بعض المباريات فقط. وفي عام 2021، قرر العودة إلى ناديه الأول بارما، الذي هبط إلى الدرجة الثانية. ولعب معهم موسمين، وقدم أداءً جيدًا، وساعدهم على الحفاظ على آمالهم في الصعود إلى الدرجة الأولى. وفي 2 أغسطس 2023، أعلن بوفون في مؤتمر صحفي عن قراره بالاعتزال بشكل نهائي، قائلا: “إنها نهاية مسيرة رائعة، شكرا لكل من ساندني وأحبني. أشعر بالفخر والامتنان لكل ما حققته في هذه الرياضة. أتمنى لكل اللاعبين والأندية التي لعبت معهم كل التوفيق في المستقبل”.

إنجازات باهرة

خلال مسيرته الطويلة، حقق بوفون إنجازات باهرة على المستوى الفردي والجماعي. فاز بـ 27 لقبًا رسميًا مع أندية بارما ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، من بينها 10 ألقاب للدوري الإيطالي، وثلاثة ألقاب للدوري الأوروبي، ولقب واحد للدوري الفرنسي. كما فاز بكأس العالم مع منتخب إيطاليا عام 2006، وحصل على جائزة أفضل حارس في البطولة. كما شارك في خمس نسخ من كأس العالم، وهو رقم قياسي لحارس مرمى. وحصل على جائزة ياشين لأفضل حارس في العالم ثلاث مرات، وجائزة زامورا لأفضل حارس في إسبانيا مرتين. كما ترشح لجائزة الكرة الذهبية سبع مرات، وحصل على المركز الثاني في عام 2006.

تاريخ حافل

لا يمكن حصر مسيرة بوفون في أرقام وألقاب فقط، فهو يمتلك تاريخًا حافلاً بالذكريات والأحداث المثيرة. فهو صاحب أطول فترة دون استقبال هدف في تاريخ الدوري الإيطالي، حيث بقي 974 دقيقة دون أن يهز شباكه أحد في عام 2016. كما هو صاحب أكبر عدد من المباريات المشارك فيها في تاريخ يوفنتوس، حيث خاض 685 مباراة مع الفريق. كما هو صاحب أكبر عدد من المباريات المشارك فيها مع منتخب إيطاليا، حيث خاض 176 مباراة دولية. كما هو صديق وزميل للاعبين من جيل ذهبي لكرة الإيطالية، مثل ديل بييرو وتوتي وكانافارو وإبراهيموفيتش.

توديع مؤثر

في يوم اعتزاله، تلقى بوفون تحية وتقدير كبيرين من زملائه ومنافسيه وجماهيره. فقد أقام نادي بارما حفلًا تكريميًا له، وقدم له قميصًا موقعًا من جميع اللاعبين، وكأسًا تذكاريًا. كما أرسل له العديد من الأندية واللاعبين رسائل تهنئة وشكر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل يوفنتوس وباريس سان جيرمان وريال مدريد وبرشلونة وميلان وإنتر ورونالدو وميسي ونوير وكاسياس. كما أظهرت الجماهير حبها وإعجابها ببوفون، وأطلقت هتافات تشجيعية له، ورفعت لافتات تحمل صورته واسمه.

شكرًا بوفون

بهذا الإعلان، يودع بوفون كرة القدم بعد مسيرة أسطورية، لن ينساها أحد. فهو حارس عظيم، ولاعب محترف، وشخصية محبوبة. فهو يتمتع بالإخلاص والولاء والشجاعة والحماس. فهو يحب كرة القدم، وكرة القدم تحبه. فهو يستحق كل التقدير والاحترام. فهو أسطورة حية. شكرًا بوفون.