تفاصيل الصراع الخفي بين فينيسيوس وألونسو.. هل يغادر النجم البرازيلي ريال مدريد؟

لم يكن انفجار فينيسيوس جونيور غضبًا في وجه مدربه تشابي ألونسو أثناء الكلاسيكو أمام برشلونة حدثًا عابرًا أو رد فعل لحظيًّا، بل نتيجة تراكمات امتدت منذ بداية الموسم، وأجواء متوترة بين الطرفين داخل أروقة ريال مدريد، جعلت العلاقة بين النجم البرازيلي ومدربه الإسباني تصل إلى مرحلة حرجة تهدد استقرار الفريق وربما مستقبل اللاعب داخل النادي الملكي.

وعند استبداله أمس في الكلاسيكو قبل 15 دقيقة من نهاية اللقاء، انفجر "فيني" غضبًا وفي وجه ألونسو مما وضع علامات استفهام كثيرة حول علاقة الثنائي.

وفاز الريال على نظيره البارسا بهدفين لهدف، في قمة الجولة العاشرة من الليجا مساء أمس الأحد.

بداية التوتر منذ كأس العالم للأندية

العلاقة بين ألونسو وفينيسيوس لم تكن مستقرة منذ اللحظة الأولى لتولي المدرب الإسباني القيادة الفنية في مايو الماضي، فخلال نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام باريس سان جيرمان، كان ألونسو يخطط لإبقاء فينيسيوس على مقاعد البدلاء قبل أن يضطر لإشراكه بسبب إصابة ترنت ألكسندر-أرنولد.

لكن المفاجأة كانت في قرار المدرب اللعب بفينيسيوس في الجهة اليمنى بدلًا من مركزه المفضل على الجناح الأيسر، وهو ما أثّر على أدائه بشكل واضح خلال الخسارة القاسية برباعية نظيفة. 

تلك الليلة كانت بداية انعدام الثقة بين الطرفين، إذ شعر اللاعب بأن مدربه لا يمنحه التقدير الكافي، بينما رأى ألونسو أن فينيسيوس لا يلتزم بالتعليمات التكتيكية المطلوبة.

ومنذ تلك المباراة، لم يكمل فينيسيوس سوى ثلاث مباريات من أصل عشر بدأها أساسيًا، في حين استبعده ألونسو من التشكيلة الأساسية في ثلاث مواجهات من أصل 13 خاضها ريال مدريد هذا الموسم، وهو ما عزز شعور البرازيلي بأنه مستهدف فنيًا، وأن المدرب لا يراه عنصرًا أساسيًا في مشروعه.

واقعة إسبانيول.. التبديل الذي فجّر الغضب

قبل الكلاسيكو بأسابيع، شهدت مباراة ريال مدريد ضد إسبانيول مشهدًا مشابهًا لما حدث في كلاسيكو البرنابيو. 

فبينما كان الفريق متقدمًا بهدفين دون رد، قرر ألونسو استبدال فينيسيوس في الدقيقة 77 أثناء فترة التوقف لشرب الماء، الأمر الذي أثار استياء اللاعب الذي غادر الملعب غاضبًا رغم محاولة مدربه تهدئته.

وعلّق ألونسو حينها في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء: "سنتعامل مع الأمر بشكل طبيعي، حتى فرانكو ماستانتونو غادر الملعب غاضبًا قليلًا".

لكن من الواضح أن المسألة لم تكن "طبيعية" كما أراد المدرب أن يصوّرها، فالموقف تكرر مجددًا في الكلاسيكو أمام برشلونة، حين استبدل فينيسيوس في الدقيقة 72 رغم أنه كان من أبرز لاعبي الفريق في اللقاء.

انفجار الكلاسيكو

عندما رفع الحكم الرابع لوحة التبديل معلنًا خروج فينيسيوس رقم (7)، بدا اللاعب مصدومًا من القرار وردد أكثر من مرة:"أنا؟!"، قبل أن يشير نحو مدربه ألونسو قائلاً بانفعال: "كوتش! كوتش!"، معترضًا على استبداله.

وأثناء خروجه، صافح زميله رودريجو الذي دخل بديلًا له، لكنه واصل احتجاجه أمام مساعد المدرب سيباس باريلا قائلاً بحدة:"دائمًا أنا! ربما الأفضل أن أرحل عن الفريق".

غادر فينيسيوس إلى غرفة الملابس في لحظة غضب، قبل أن يعود بعد دقائق ليجلس على مقاعد البدلاء متظاهرًا بالهدوء.

علاقة باردة ومفاوضات متوقفة

تؤكد مصادر مقربة من فينيسيوس أن القرارات الفنية المثيرة للجدل نابعة من قناعات ألونسو الشخصية، وأن النادي لا يتدخل في اختيارات المدرب، رغم توقف مفاوضات تجديد عقد اللاعب الذي ينتهي في عام 2027.

ورغم أن البرازيلي يحظى بدعم من بعض المسؤولين في مدريد، إلا أن هناك أصواتًا أخرى داخل النادي ترى أن تصرفاته المتكررة تضر بصورة ريال مدريد، خاصة عندما تحدث أمام الكاميرات كما حدث في الكلاسيكو.

أزمة متصاعدة تهدد الاستقرار

ما حدث في الكلاسيكو لم يكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير. فالغضب الذي انفجر أمام الجماهير هو انعكاس لتراكمات من سوء الفهم وعدم التواصل بين فينيسيوس وألونسو .

المدرب من جانبه اكتفى بالقول بعد المباراة إنه "لا يريد أن يفقد تركيزه عن الأمور المهمة"، مضيفًا أنه "بالطبع سيتحدث" مع فينيسيوس لاحقًا. لكن داخل النادي، تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه التوترات إلى شرخ دائم بين النجم البرازيلي ومدربه، وربما تفتح الباب أمام احتمالية رحيله مستقبلًا إذا استمرت العلاقة على هذا النحو.