سارة العشماوي... ريشة مصرية تحلّق بفن البورتريه إلى العالمية

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 12:09 ص

سارة العشماوي

سارة العشماوي

 زمن تتسارع فيه الخطى وتتعقّد فيه المسارات، تبقى الموهبة الحقيقية قادرة على فرض حضورها وتخطي كل الحواجز. ومن بين هذه النماذج الملهمة تبرز الفنانة التشكيلية سارة العشماوي، ابنة محافظة دمياط، التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، لكنها استطاعت أن تُثبت أن الفن إذا اقترن بالشغف والاجتهاد، فلا شيء يمكن أن يقف أمامه.

بدأت رحلة سارة العشماوي مع الفن في سنوات الطفولة الأولى، حيث وجدت في تقليد الرسومات ملاذًا خاصًا. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن تنمية موهبتها فطريًا، حتى تحوّلت ريشة طفلة إلى أداة تعبير نابضة بالحياة والمشاعر. فرغم دراستها البعيدة عن المجال الفني، إذ حصلت على ليسانس اللغة الأردية من جامعة الأزهر عام 2022، لم تتخلَ يومًا عن شغفها، لتبرهن أن الفن الحقيقي لا تحده التخصصات الأكاديمية، بل يزدهر حين يُروى بالإصرار والإيمان بالذات.

وقد توّجت هذه المسيرة بالعديد من المشاركات والجوائز، كان أبرزها فوزها بالمركز الثالث في مهرجان الإبداع الموسم الرابع الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة، على مستوى محافظة دمياط. لكن طموح سارة لم يتوقف عند هذا الإنجاز المحلي، بل تخطى حدود الوطن، لتصل أعمالها إلى البرازيل، الأرجنتين، إيطاليا، تونس، والبيرو، وتحظى بتكريمات من منظمات فنية دولية، وكذلك من السفارة الباكستانية تقديرًا لفوزها بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية عام 2019.

لقد تحوّلت سارة العشماوي إلى سفيرة مصرية غير رسمية للفن التشكيلي، تنقل ملامح وجوهنا وتفاصيل مشاعرنا إلى العالم، وتقدم من خلال فن البورتريه لوحة إنسانية يتقاطع فيها المحلي بالعالمي، والوجداني بالبصري.

وتعد سارة اليوم واحدة من أبرز الفنانات الشابات في جيلها، حيث تناولت مسيرتها العديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية، بما فيها اليوم السابع، أخبار الجمهورية، البوابة اليوم، مصر اليوم، أخبار الوطن العربي، مجلة المجال، عالم النجوم وغيرها.

وفي ظل هذا الزخم من التقدير والإنجازات، تبقى قصة سارة العشماوي نموذجًا حيًا لشباب يؤمن أن النجاح لا يُمنح، بل يُنتزع بالموهبة والعزيمة. فهي لم تنتظر الاعتراف، بل فرضته بأعمالها، ولم تبحث عن الضوء، بل صارت هي مصدره في مشهد فني يزخر بالتحديات.

وفي وقت يحتاج فيه الوطن العربي إلى دعم الطاقات الشابة، تبرز سارة كوجه مشرق للفن المصري، الذي ما زال قادرًا على إبهار العالم بلغته الخالدة: الريشة والإبداع.

search