أسعار النفط تستقر وسط حذر المستثمرين وتوقعات بزيادة الطلب الصيفي

لم تشهد أسعار النفط تغيراً كبيراً اليوم الثلاثاء بعد الارتفاع الذي سجلته في الجلسة السابقة، حيث يظل المستثمرون متحفظين قبيل صدور بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية.

 تأتي هذه الحيطة بالرغم من الدعم المستمر للسوق الناتج عن توقعات بزيادة الطلب في فصل الصيف. شهدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس ارتفاعاً بخمسة سنتات، لتصل إلى 86.06 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:40 بتوقيت جرينتش، بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة 0.9% في تعاملات يوم الاثنين، وفقاً لوكالة رويترز.

أما العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أغسطس، فقد شهدت زيادة بمقدار ستة سنتات، لتصل إلى 81.69 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.1% في اليوم السابق. وخلال الأسبوع الماضي، سجل كلا الخامين القياسيين ارتفاعاً بنحو 3%، مما أسفر عن مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. 

يعود هذا الأداء الإيجابي إلى زيادة الطلب على البنزين وانخفاض مخزونات النفط والوقود مع دخول الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، فترة ذروة الاستهلاك الصيفي.

وكشفت نتائج استطلاع أولي أجرته رويترز يوم الاثنين أنه من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 21 يونيو حزيران.

 بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تنخفض مخزونات البنزين أيضاً، بينما من المحتمل أن ترتفع مخزونات نواتج التقطير خلال الأسبوع الماضي.

يرى المحللون أن استمرار انخفاض المخزونات يأتي نتيجة لتزايد الطلب على الوقود في فترة الصيف، وهي فترة تتسم عادةً بزيادة السفر والنشاطات الخارجية في الولايات المتحدة.

 هذه الديناميكية تدعم أسعار النفط رغم التحديات الاقتصادية العالمية والقلق بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.

في هذا السياق، يظل المستثمرون يترقبون بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية عن كثب، حيث قد تؤثر هذه البيانات على توقعات السياسة النقدية ومستويات الطلب على النفط. يعتقد الخبراء أن أي إشارات إلى ارتفاع التضخم قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسات النقدية بشكل أكبر، مما قد يؤثر سلباً على الطلب على النفط. 

بالمجمل، تشير التوقعات إلى استمرار تذبذب أسعار النفط في الأمد القريب، متأثرة بعوامل متعددة تشمل المخزونات الأمريكية، الطلب الموسمي، والتطورات الاقتصادية العالمية. وتظل الأسواق متيقظة لأي مستجدات قد تؤثر على العرض والطلب في قطاع النفط.