مصر تنطلق في عالم صناعة أشباه الموصلات

مصر تطمح إلى دخول عالم صناعة أشباه الموصلات بخطى ثابتة واستراتيجية مدروسة، حيث تخطط لتحقيق ذلك من خلال تكنولوجيا متقدمة واستثمارات تصل إلى مليارات الدولارات. تبنت وزارة الاتصالات مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات"، التي تهدف إلى تعزيز القدرات المحلية في صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات، ونقل التكنولوجيا العالمية إلى الأراضي المصرية.

أكد المهندس أحمد الجوهري الخبير في مجال الاتصالات، أن الاسواق المصرية تتميز بقوة استثنائية، وذلك بفضل الطاقة البشرية المؤهلة والمتخصصة، وحيث بيانات وزارة الاتصالات تشير إلى وجود أكثر من 15 شركة عالمية رائدة في مجالات متعددة كتصميم الإلكترونيات وتطوير الأنظمة المدمجة وأشباه الموصلات، حيث تقدم هذه الشركات خدماتها للأسواق العالمية من خلال السوق المصرية.

وفيما يتعلق بنمو صناعة أشباه الموصلات، أوضح الجوهري أن هذه الصناعة تشهد نموًا كبيرًا يصل إلى 40%، وذلك رغم التحديات التي تواجهها مثل ندرة العمالة الماهرة على مستوى العالم. مصر تبرز كبيئة جاذبة للأعمال والإبداع، حيث يعمل في هذا القطاع أكثر من 6000 مهندس متخصص، مما يدفع بالسوق المصرية نحو مستقبل واعد في مجالات تصنيع وتصميم الإلكترونيات.

من جهته، أوضح المهندس محمد عبد الفتاح، خبير صناعة الإلكترونيات، أن صناعة أشباه الموصلات تعتمد على استخدام السيليكون وتقنية "المنشطات" لتلبية احتياجات الأجهزة الإلكترونية المتنوعة مثل الكمبيوترات والهواتف، وهو ما يساهم في تحسين أدائها وخفض تكلفة الإنتاج.

تعزز مصر قاعدتها التحتية التكنولوجية من خلال إنشاء مركز إمحوتب للإبداع والتطوير في المدينة الإدارية الجديدة، والذي يضم معامل متطورة ويستضيف 22 شركة محلية وعالمية متخصصة في تصميم الإلكترونيات، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي رائد في هذا المجال.

وفي إطار تعزيز القدرات، تتبنى وزارة الاتصالات خطة لتدريب الشباب في مختلف مجالات التكنولوجيا، مع وجود أكثر من ربع مليون خريج سنويًا في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما يمثل فرصة واعدة للدخول في هذا القطاع الحيوي.

بالإضافة إلى ذلك، تستضيف مصر المؤتمر العالمي لصناعة أشباه الموصلات، وتشجع على إطلاق برامج تدريبية للتأهيل والتوظيف في مجال الإلكترونيات، ما يعزز من تنافسيتها العالمية ويعزز من مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة الإلكترونيات على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.