ناسا تتعاون مع العالم للتحذير من كارثة نهاية كوكب الأرض

الإثنين، 19 فبراير 2024 04:00 م

ناسا||ناسا

ناسا||ناسا

هل تتخيل ماذا سيحدث إذا اقترب كويكب ضخم من الأرض وهدد بتدميرها؟ هل سنكون على علم بذلك مسبقا؟ وهل سنكون قادرين على منعه؟

هذه الأسئلة ليست مجرد تخيلات خيالية، بل هي تحديات حقيقية تواجهها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، التي تعمل على إيجاد وتتبع وتقييم المخاطر المرتبطة بالكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة في نظامنا الشمسي.

ناسا تتعاون مع العالم للتحذير من كارثة نهاية كوكب الأرض

[caption id="attachment_83538" align="alignnone" width="739"]ناسا تتعاون مع العالم للتحذير من كارثة نهاية كوكب الأرض ناسا[/caption]

في هذا المقال، سنتعرف على خطة ناسا للتحذير من كارثة نهاية كوكب الأرض، وكيف تتعاون مع تحالف عالمي من علماء الفلك لحماية البشرية من الاصطدامات الفضائية.

ما هي الكويكبات الخطيرة؟

الكويكبات هي جسم صخري أو معدني يدور حول الشمس في مدارات مختلفة. بعضها يقترب من الأرض في بعض الأحيان، ويسمى بالكويكبات القريبة من الأرض. وليس كلها تشكل تهديدا للأرض، فقط تلك التي تتقاطع مع مدار الأرض وتكون كبيرة بما يكفي لإحداث ضرر عند الاصطدام.

وفقا لناسا، يعتبر الكويكب "خطرا محتملا" إذا كان عرضه أكبر من 140 مترا تقريبا ويتقاطع مع مدار الأرض على مسافة لا تقل عن 0.5 وحدة فلكية، وهي نصف المسافة بين الأرض والشمس.

هناك حوالي 2300 كويكب معروف يحتمل أن يكون خطيرا، وحوالي 153 منها أكبر من 1000 متر، وهذا كبير بما يكفي لإحداث كارثة إذا ضربت الأرض.

كيف تكتشف ناسا الكويكبات الخطيرة؟

للعثور على الكويكبات الخطيرة وتتبعها، تستخدم ناسا وشركاءها الدوليين مجموعة من التلسكوبات الأرضية والفضائية التي تراقب السماء باستمرار، يتم تجميع جميع ملاحظاتهم في قاعدة بيانات في مركز الكواكب الصغيرة، التي تحتوي على معلومات عن أكثر من 34000 كويكب قريب من الأرض.

وقال ليندلي جونسون، المدير التنفيذي لبرنامج الدفاع الكوكبي في ناسا، إنه مع وجود بيانات رصد كافية، تستطيع ناسا التنبؤ بثقة بمدارات الكويكبات بعد قرن من الزمن على الأقل في المستقبل، وهذا يساعد على تحديد الكويكبات التي تحتاج إلى مراقبة أكثر والتخطيط للتعامل معها.

ماذا تفعل ناسا إذا اقترب كويكب خطير من الأرض؟

في حالة توجه كويكب خطير نحو الأرض، لدى ناسا إجراءات معمول بها لإخطار العالم. أولا، يقوم أعضاء الفريق الذين اكتشفوا التهديد بمشاركة ملاحظاتهم عبر الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN)، وهي تحالف عالمي من علماء الفلك يسعى لتحسين التنسيق والتواصل بشأن الكويكبات الخطيرة، يتم التحقق من النتائج وتقييم الخطر بواسطة مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة تسمى مجموعة الخبراء في مجال الكويكبات القريبة من الأرض.

بمجرد أن تتفق جميع الأطراف على أن الأرض يجب أن تستعد للارتطام، سترسل ناسا تنبيها. وقال جونسون: "ليس لدي هاتف أحمر على مكتبي أو أي شيء آخر.. لكن لدينا إجراءات رسمية يتم من خلالها تقديم إشعار بحدوث تأثير خطير"، إذا كان الكويكب متجها نحو الولايات المتحدة، فستقوم وكالة ناسا بإخطار البيت الأبيض، وستصدر الحكومة بيانا رسميا للجمهور، وإذا كانت كبيرة بما يكفي لتشكل تهديدا دوليا، سيتم إخطار مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي.

كيف تمنع ناسا الكويكبات الخطيرة من الاصطدام بالأرض؟

إذا كان الكويكب مهددا حقيقيا للأرض، ولم يكن هناك وقت كاف لتغيير مساره، فإن ناسا تمتلك خيارات محدودة للتعامل مع الوضع، فقا لجونسون، فإن فإن ناسا تمتلك خيارات محدودة للتعامل مع الوضع. وفقا لجونسون، فإن أكثر الخيارات واقعية هي إجلاء المنطقة المتأثرة والاستعداد للتأثير، وقال: “إذا كان الكويكب صغيرا بما يكفي، فقد يكون التأثير محليا ولا يؤثر على العالم بأسره، ولكن إذا كان كبيرا بما يكفي، فقد يكون له تأثير عالمي ويغير المناخ ويؤدي إلى انقراض الأنواع”.

ولكن ماذا لو كان هناك وقت كاف لمحاولة تغيير مسار الكويكب؟ هل يمكن لناسا استخدام تقنيات مثل الصواريخ النووية أو الجاذبية المشتركة أو الاصطدام الحراري لتحويل الكويكب عن مساره؟

هل تستطيع ناسا استخدام الصواريخ النووية لتدمير الكويكبات؟

واحدة من أشهر الأفكار الخيالية للتعامل مع الكويكبات هي استخدام الصواريخ النووية لتفجيرها أو تدميرها. ولكن هل هذا ممكن في الواقع؟

وفقا لناسا، فإن هذا الخيار ليس مثاليا لعدة أسباب. أولا، فإن تفجير الكويكب قد لا يكون كافيا لتدميره بالكامل، بل قد يؤدي إلى تقسيمه إلى قطع أصغر تزيد من عدد الأهداف المحتملة.

ثانيا، فإن استخدام الأسلحة النووية في الفضاء قد يكون مخالفا للمعاهدات الدولية، وقد يثير مخاوف سياسية وأخلاقية. ثالثا، فإن إرسال الصواريخ النووية إلى الفضاء قد يكون مكلفا ومعقدا ومحفوفا بالمخاطر.

لذلك، تقول ناسا إنها تفضل استخدام تقنيات أخرى لتغيير مسار الكويكبات، مثل الجاذبية المشتركة أو الاصطدام الحراري.

ما هي الجاذبية المشتركة؟

الجاذبية المشتركة هي تقنية تستند إلى مبدأ فيزيائي بسيط: أي جسمين في الفضاء يجذبان بعضهما البعض بقوة تتناسب طرديا مع كتلتهما وعكسيا مع مربع المسافة بينهما. وبالتالي، إذا تم إرسال مركبة فضائية إلى الكويكب وتم وضعها بالقرب منه، فإنها ستجذب الكويكب بقوة ضئيلة، ولكن كافية لتغيير مساره بمرور الوقت.

وقال جونسون إن هذه التقنية تعتبر أكثر مرونة وأمانا من الصواريخ النووية، لأنها لا تتطلب الاتصال المباشر مع الكويكب، ولا تغير تركيبته أو دورانه. ولكنها تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق تأثير ملحوظ، وتتوقف على معرفة مدار الكويكب بدقة.

ما هو الاصطدام الحراري؟

الاصطدام الحراري هو تقنية أخرى تهدف إلى تغيير مسار الكويكب بواسطة إرسال مركبة فضائية تصطدم به بسرعة عالية. وبهذه الطريقة، تنقل المركبة جزء من زخمها إلى الكويكب، مما يؤدي إلى تغيير سرعته واتجاهه.

وقال جونسون إن هذه التقنية تعتبر أسرع وأقوى من الجاذبية المشتركة، لأنها تحقق تغييرا كبيرا في مسار الكويكب بضربة واحدة. ولكنها تحتاج إلى دقة عالية في التوجيه والتوقيت، وقد تؤثر على شكل ودوران الكويكب.

هل جربت ناسا هذه التقنيات في الواقع؟

نعم، تعمل ناسا حاليا على تجربة هذه التقنيات في مهمات فضائية حقيقية. واحدة من هذه المهمات هي مهمة دارت، وهي اختصار لـ “اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج”.

وهي مهمة تهدف إلى إرسال مركبة فضائية تصطدم بأحد الكويكبات الثنائية، وهي كويكبات تتكون من جسمين يدوران حول بعضهما البعض.

وسيتم قياس تأثير الاصطدام على مدار الكويكب الصغير حول الكويكب الأكبر بواسطة مركبة فضائية أخرى تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية تسمى هيرا.

وقال جونسون إن مهمة دارت ستنطلق في نوفمبر 2024، وستصل إلى هدفها في أكتوبر 2025. وهي أول مهمة تجريبية لتغيير مسار كويكب بالاصطدام الحراري. وأضاف: “هذه فرصة فريدة لنتعلم كيف نحمي الأرض من التهديدات الفضائية”.

مواقيت الصلاة

  • الفجر

    04:55 AM

  • الشروق

    06:26 AM

  • الظهر

    11:41 AM

  • العصر

    02:36 PM

  • المغرب

    04:56 PM

  • العشاء

    06:17 PM

الجمعة، 22 نوفمبر 2024
search