كيف اكتشف العلماء الفيتامينات وأهميتها لصحتنا؟

الفيتامينات هي مواد كيميائية ضرورية للحياة، تساعد الجسم على أداء وظائفه الحيوية، وتحميه من الأمراض والعدوى. ولكن كيف عرف العلماء بوجود الفيتامينات وأهميتها لصحتنا؟ وما هي المصادر الغذائية التي تحتوي عليها؟ وما هي الأعراض التي تظهر عند نقصها؟ في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ اكتشاف الفيتامينات وأهم الحقائق والمعلومات عنها.

كيف اكتشف العلماء الفيتامينات وأهميتها لصحتنا؟

[caption id="attachment_80254" align="alignnone" width="300"] كيف اكتشف العلماء الفيتامينات وأهميتها لصحتنا؟[/caption]

البداية

يعود تاريخ اكتشاف الفيتامينات إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما بدأ العلماء يلاحظون أن بعض الأمراض ترتبط بنوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان. فمثلا، كانت مرضى البري بري، الذين يعانون من ضعف العضلات والأعصاب والتهاب اللثة، يتغذون بشكل رئيسي على الأرز المقشور، الذي يفقد معظم محتواه من فيتامين ب1 عند تقشيره. وكانت مرضى السقوط، الذين يعانون من تقرحات في الجلد والعينين والفم، يتغذون بشكل رئيسي على الذرة، التي تحتوي على مادة تمنع امتصاص فيتامين ب3. وكانت مرضى العشى الليلي، الذين يعانون من ضعف الرؤية في الظلام، يتغذون بشكل رئيسي على الأطعمة النشوية، التي تفتقر إلى فيتامين أ. وبناء على هذه الملاحظات، خلص العلماء إلى أن هناك مواد غذائية ضرورية للصحة، لا تتكون في الجسم، ويجب الحصول عليها من الغذاء. وسموا هذه المواد بالفيتامينات، وهو مصطلح مشتق من كلمتين لاتينيتين: فيتا (حياة) وأمين (مركب عضوي). وبدأوا يحددون أنواع الفيتامينات ووظائفها ومصادرها وآثار نقصها.

التصنيف

يمكن تصنيف الفيتامينات إلى نوعين رئيسيين: الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون. الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء هي فيتامينات ب وفيتامين س، وتتميز بأنها تستخدم بسرعة في الجسم، وتخرج مع البول، ولا تتراكم في الأنسجة. ولذلك، يجب تناولها بانتظام وبكميات معقولة، لتجنب حدوث نقص أو زيادة فيها. الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون هي فيتامينات أ ود وه وك، وتتميز بأنها تحتاج إلى الدهون لامتصاصها في الجسم، وتخزن في الكبد والأنسجة الدهنية، وتبقى لفترات طويلة. ولذلك، يجب تناولها بحذر وبكميات محدودة، لتجنب حدوث نقص أو زيادة فيها.

الوظائف

تؤدي الفيتامينات وظائف متعددة ومهمة في الجسم، منها: فيتامين أ: يساعد على صحة العين والبشرة والأغشية المخاطية والجهاز المناعي والنمو والتكاثر. فيتامين ب1: يساعد على تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة وصحة الأعصاب والقلب والعضلات. فيتامين ب2: يساعد على تحويل البروتينات والدهون والكربوهيدرات إلى طاقة وصحة البشرة والعين والشعر والأظافر. فيتامين ب3: يساعد على تحويل الغذاء إلى طاقة وصحة الجلد والأعصاب والجهاز الهضمي والدورة الدموية. فيتامين ب5: يساعد على تحويل الغذاء إلى طاقة وصحة الغدد الكظرية والإفرازات الهرمونية والجروح والالتهابات. فيتامين ب6: يساعد على تحويل البروتينات إلى طاقة وصحة الدم والأعصاب والجهاز المناعي والمزاج والنوم. فيتامين ب7: يساعد على تحويل الغذاء إلى طاقة وصحة البشرة والشعر والأظافر والأعصاب والخلايا. فيتامين ب9: يساعد على تكوين الحمض النووي والخلايا الجديدة وصحة الدم والجهاز العصبي والنمو والتكاثر. فيتامين ب12: يساعد على تكوين الحمض النووي والخلايا الحمراء وصحة الدم والجهاز العصبي والذاكرة والنمو والتكاثر. فيتامين س: يساعد على تكوين الكولاجين والنسيج الضام وصحة العظام والأسنان والجلد والأوعية الدموية والجهاز المناعي والشفاء من الجروح والالتهابات. فيتامين د: يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور وصحة العظام والأسنان والعضلات والجهاز العصبي والجهاز المناعي والمزاج والوقاية من الأمراض المزمنة. فيتامين ه‍: يساعد على تحويل الغذاء إلى طاقة وصحة الكبد والعين والجلد والشعر والأظافر والجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز المناعي. فيتامين ك: يساعد على تكوين البروتينات الضرورية لتخثر الدم وصحة العظام والأوعية الدموية والوقاية من النزيف والكدمات.

المصادر

تتوفر الفيتامينات في مصادر غذائية متنوعة، منها الفواكه والخضروات والحبوب واللحوم والألبان والبيض والزيوت والمكسرات والبقوليات والأسماك والمأكولات البحرية. ويمكن أيضا الحصول على الفيتامينات من المكملات الغذائية، التي تحتوي على جرعات محددة من الفيتامينات، وتستخدم لتعويض النقص أو الزيادة الحاصلة في الجسم بسبب سوء التغذية أو الحالات المرضية أو الحمل أو الرضاعة أو الشيخوخة.

الأعراض

يمكن أن يؤدي نقص أو زيادة الفيتامينات في الجسم إلى ظهور أعراض مختلفة، تعتمد على نوع الفيتامين ودرجة النقص أو الزيادة. ومن أمثلة هذه الأعراض: نقص فيتامين أ: يمكن أن يسبب العشى الليلي والتهاب العين والجفاف والتقرحات في الجلد والأغشية المخاطية والتهاب اللوزتين والتقزم والعقم والإجهاض والتشوهات الخلقية. زيادة فيتامين أ: يمكن أن تسبب صداع وغثيان وقيء وتساقط الشعر وتشقق الجلد وتورم العظام والمفاصل والكبد والطحال والتسمم الحاد والوفاة. نقص فيتامين ب1: يمكن أن يسبب البري بري والتعب والضعف وفقدان الشهية والوزن والذاكرة والتهاب الأعصاب والقلب والتوتر والاكتئاب والوهن العضلي والوفاة. زيادة فيتامين ب1: لا تسبب أعراضا خطيرة، لأن الجسم يتخلص من الفائض عبر البول، لكن قد تحدث ردود فعل تحسسية نادرة مثل الطفح الجلدي والحكة والصداع والقلق والتعرق والقيء. نقص فيتامين ب2: يمكن أن يسبب التهاب الفم واللسان والشفاه والعين والجلد والأظافر والتعب والضعف والأنيميا والصداع والاكتئاب والتوتر والتشنجات العضلية. زيادة فيتامين ب2: لا تسبب أعراضا خطيرة، لأن الجسم يتخلص من الفائض عبر البول، لكن قد تحدث تغيرات في لون البول إلى اللون الأصفر الفاتح أو البرتقالي. نقص فيتامين ب3: يمكن أن يسبب السقوط والتهاب الجلد والفم واللسان والأمعاء والتعب والضعف والأرق والاكتئاب والهلوسة والخرف والوفاة. زيادة فيتامين ب3: يمكن أن تسبب احمرار الجلد والحكة والطفح الجلدي والصداع والغثيان والقيء والإسهال والتهاب الكبد والقرحة والنزيف وانخفاض ضغط الدم والنوبات القلبية والوفاة.