والد محمد الدرة.. من رمز الانتفاضة إلى شهداء العائلة

محمد الدرة هو طفل فلسطيني استشهد في 30 سبتمبر 2000 عن عمر يناهز 12 عامًا، بعد أن تعرض لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء تواجده مع والده جمال الدرة خلف برميل في شارع صلاح الدين بغزة. صورة محمد الدرة وهو يتشبث بوالده ويرتجف خوفًا قبل لحظات من استشهاده، تحولت إلى رمز للانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)، وأثارت غضبًا واسعًا في العالم العربي والإسلامي. والد محمد الدرة، جمال الدرة، نجا من الحادث بإصابات خطيرة في يده وساقه، وأكد أن ابنه قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي، في حين نفت إسرائيل المسؤولية وادعت أن الطفل ربما قُتل برصاص فلسطيني.

والد محمد الدرة.. من رمز الانتفاضة إلى شهداء العائلة

[caption id="attachment_54286" align="alignnone" width="300"] والد محمد الدرة.. من رمز الانتفاضة إلى شهداء العائلة[/caption]

ماذا حدث لعمّي محمد الدرة في قصف غزة؟

في 16 أكتوبر 2023، استشهد أخوان جمال الدرة، والد محمد الدرة، عباس (40 عامًا) وأشرف (35 عامًا)، في قصف إسرائيلي على منزلهم في حي التفاح شرق غزة. والد محمد الدرة، جمال الدرة، كان حاضرًا في تشييع جثامين أخويه، وودعهما بكلمات مؤثرة: “أودعكما يا أخواني… ربنا يجعلكم شفعاء لأبنائكم… ربنا يجبر كسوركم… ربنا يغفر لكم… ربنا يجعلكم من أصحاب الجنة”. جمال الدرة قال إنه لم يستطع التعبير عن حزنه وألمه بعد فقدان ابنه وأخويه في ظروف مأساوية، وأضاف: “لا أستطيع أن أقول إلا إن هذه هي إرادة الله… نحن أبناء الشهداء والجرحى والأسرى، ولن نستسلم أو نتخلى عن حقوقنا في الحرية والعودة والدولة المستقلة”.

ما هي ردود الفعل على المأساة؟

أثار استشهاد أخوة والد محمد الدرة في قصف غزة موجة من الغضب والحزن والتضامن في العالم العربي والإسلامي، وانتشرت صورهم وصور والد محمد الدرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب النشطاء بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها. كما أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والحقوقية الهجمات الإسرائيلية على غزة، ودعت إلى حماية المدنيين والبنية التحتية، وإحلال السلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن جانبه، أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أن المأساة التي تعرض لها والد محمد الدرة تجسد المأساة التي يعاني منها شعب فلسطين بأكمله، وأشاد بصبره وصموده، وأكد حرصه على تقديم كافة أشكال الدعم لأهل غزة.