قام وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن" اليوم السبت الموافق 14 أكتوبر 2023، من الرياض بالدعوة إلى حماية المدنيين في كل من قطاع غزة وإسرائيل، وسط طلبات وجهها الجيش الإسرائيلي لسكان شمالي قطاع غزة إلى إخلائه والتوجه جنوبا.
وفي اليوم الثالث من جولته للشرق الأوسط، بهدف منع الحرب بين إسرائيل وحماس من التوسع إلى صراع إقليمي وتأجيج أزمة إنسانية، التقى بلينكن في الرياض، بنظيره السعودي، "الأمير فيصل بن فرحان".
وشدد المسؤولان على أهمية تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين إلى الحد الأدنى بينما تستعد إسرائيل لتوغل متوقع ضد حماس بعد أسبوع من الهجوم غير المسبوق الذي شنته الجماعة المسلحة في إسرائيل.
وقال بلينكن "بينما تسعى إسرائيل إلى حقها المشروع، في الدفاع عن شعبها ومحاولة ضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى، من المهم للغاية أن نعتني جميعًا بالمدنيين، ونحن نعمل معًا للقيام بذلك بالضبط".
ثم تابع قائلا "لا أحد منا يريد أن يرى معاناة المدنيين من أي جانب، سواء كان ذلك في إسرائيل، أو في غزة، أو في أي مكان آخر".
وقال مسؤول أميركي، إن الولايات المتحدة لم تطلب من إسرائيل إبطاء أو تأجيل خطة الإخلاء "لكن المناقشات مع القادة الإسرائيليين شددت على أهمية مراعاة سلامة المدنيين".
وقال المسؤول، الذي تحدث لوكالة أسوشيتد برس شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القادة الإسرائيليين أقروا بالتوجيهات وأخذوها بعين الاعتبار.
وفي علامة على بعض التقدم الطفيف المحتمل، قال مسؤول أميركي كبير سافر مع بلينكن إنه تم التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ بين مصر وإسرائيل وقطر للسماح للأميركيين الفلسطينيين وغيرهم من المواطنين مزدوجي الجنسية في غزة بعبور الحدود إلى مصر خلال فترة التهدئة (5 ساعات).
وقال مسؤولون إن هناك ما يقدر بنحو 500 أميركي يعيشون في غزة، لكن هذا العدد غير دقيق.
لكن المسؤول قال إنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت حماس ستسمح لقوافل الأجانب بالوصول إلى معبر رفح دون عوائق.
وبينما أكد بلينكن على حق إسرائيل والتزامها بالدفاع عن نفسها ومواطنيها، كرر تحذيرا للدول والجماعات الأخرى بعدم التدخل.
وقال "من المهم للغاية أن نعمل معًا للتأكد قدر استطاعتنا من أنه لن ينتشر هذا الصراع إلى أماكن أخرى على جبهات أخرى".
من جانبه، قال الوزير السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن السعودية ملتزمة بحماية المدنيين.
وأضاف "إنه وضع مثير للقلق" ثم تابع "إنه وضع صعب للغاية، وكما تعلمون، فإن المتضرر الرئيسي من هذا الوضع هم المدنيون.. يتأثر السكان المدنيون على كلا الجانبين، ومن المهم، كما أعتقد، أن ندين جميعًا استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وفي أي وقت من قبل أي شخص".
وقال وزير الخارجية السعودية أيضًا إنه من الضروري إنهاء العنف. وأضاف "علينا أن نعمل معًا لإيجاد مخرج من دائرة العنف هذه".
ومضى "بدون جهود متضافرة لإنهاء هذه العودة المستمرة إلى العنف، سيكون المدنيون دائمًا هم الذين يعانون أولاً، وسيكون دائمًا -من كلا الجانبين- هم من يدفعون الثمن في نهاية المطاف".
ودعت السعودية إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وهي كتلة تضم 57 دولة إسلامية.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي في بيان لها السبت إن الاجتماع "سيتناول الوضع العسكري المتصاعد في غزة وضواحيها وكذلك الأوضاع المتدهورة التي تعرض حياة المدنيين للخطر والأمن والاستقرار الشامل في المنطقة".
ومن المقرر أن يعقد اللقاء الأربعاء المقبل في جدة.
وبعد لقائه في أبوظبي، يعتزم بلينكن العودة إلى السعودية ومن ثم السفر يوم الأحد إلى مصر.
وقد قام بالفعل بزيارة إسرائيل والأردن وقطر والبحرين في مهمته لإظهار الدعم الأميركي لإسرائيل وهي تستعد للتوغل المتوقع في غزة، لكنه أكد أيضًا على أهمية الحفاظ على المساعدات الإنسانية في غزة ومنع سقوط ضحايا من المدنيين، من خلال إنشاء مناطق آمنة داخل غزة.