محمد فريد.. قطعة ألماس في تاريخ الفن المصري

هذا مقال عن الفنان الراحل محمد فريد، الذي توفي في 30 سبتمبر 2023 بعد معاناة مع المرض. أتمنى أن ينال إعجابك.

محمد فريد.. قطعة ألماس في تاريخ الفن المصري

محمد فريد: قيمة فنية من جيل الزمن الجميل

محمد فريد هو ممثل مصري، ولد في 20 أبريل 1940، ورحل عن عالمنا في 30 سبتمبر 2023 عن عمر ناهز 83 عاما. شارك في العديد من الأدوار الثانوية والأولى في السينما والمسرح والتلفزيون، واشتهر بأدائه المتميز والمتنوع. كان من أبرز نجوم الصف الثاني من جيل الثمانينات في الدراما المصرية، وقدم أكثر من 240 عملا فنيا في مشواره الفني.

التعليم والبداية

ظهرت موهبة محمد فريد منذ مرحلة الثانوية أثناء دراسته بمدرسة بني سويف الثانوية، ثم انتقل للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية وأنهى دراسته بعد حصوله على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 19623. اكتشفه المخرج عبدالله فرغلي وأعطاه دورا صغيرا في فيلم “البطولة” عام 19614. بعدها بدأ بالظهور في أفلام ومسرحيات مختلفة، مثل “الشارع” و"الخطاب" و"البحث عن فضيحة" و"أستاذ ورئيس قسم" و"أولاد حارتنا" و"الشقة من حق الزوجة".

الشهرة والإبداع

استطاع محمد فريد أن يحقق شهرة كبيرة بأدواره في التلفزيون، خاصة في مسلسل “غريب في المدينة” عام 1981، حيث جسد دور “أبو زكية”، صديق “غريب” الذي يقوده إلى المدينة5. كما لفت الأنظار بدوره في مسلسل “ليالي الحلمية” بأجزائه الخمسة، حيث قام بشخصية “أبو زكية” أيضا، صديق “زغلول” (جورج سيدهم)، وكان دوره يتطور من جزء إلى آخر. كذلك شارك في مسلسلات أخرى ناجحة، مثل “الشهد والدموع” و"محمود المصري" و"بركة". ولم يقتصر إبداع محمد فريد على التلفزيون فقط، بل تألق أيضا في السينما، حيث قام بأدوار رئيسية وثانوية في عشرات الأفلام، منها “حب في الزنزانة” مع عادل إمام، و"الشيطانة التي أحبتني" مع نادية الجندي، و"احكي يا شهرزاد" مع منى زكي، و"الديلر" مع أحمد السقا. كما لم يغفل عن المسرح، فشارك في مسرحيات مهمة، مثل “راقصة قطاع عام” و"الأخوة كرامازوف" و"الملك لير".

الرحيل والتأثير

رحل محمد فريد عن دنيانا مساء اليوم الجمعة 30 سبتمبر 2023 بعد معاناته لفترة مع المرض. وقد نعته نقابة المهن التمثيلية والعديد من الفنانين والإعلاميين والجمهور، مؤكدين على قيمته الفنية وإسهاماته في تاريخ الفن المصري. وقد تقرر أن تقام صلاة الجنازة على الفنان الراحل بعد صلاة الظهر من مسجد الحصري بأكتوبر.

خاتمة

محمد فريد هو من رواد الفن المصري، الذي ترك بصمة لا تنسى في قلوب المشاهدين. كان فنانا متعدد المواهب، قادرا على التألق في كل الأشكال الفنية. كان يتمتع بحضور قوي على الشاشة والمسرح، وبصوت جميل وإلقاء رائع. كان يجسد شخصياته بإخلاص وإتقان، سواء كانت كوميدية أو درامية أو رومانسية أو اجتماعية. كان يضفي على أدواره لمسة خاصة تجعلها تبقى في الذاكرة. كان يحظى بإعجاب زملائه وجمهوره، لأخلاقه العالية وتواضعه ووداعته. رحم الله الفنان الأستاذ محمد فريد، الممثل الفريد، قطعة ألماس في ليالي الحلمية.