لقاء قدري.. شاب بريطاني يعثر على والده التركي في متجر صغير بعد 20 عامًا

الأحد، 14 ديسمبر 2025 11:13 ص

أوليفر آرتشر

أوليفر آرتشر

دينا البغدادي

في واقعة إنسانية نادرة تشبه مشاهد الأفلام، عاش شاب بريطاني لحظات لن ينساها حين اكتشف بالصدفة أن الزبون الذي دخل متجر الشحن ذاته في غرب لندن هو والده البيولوجي الذي لم يلتقِ به يومًا.

أوليفر آرتشر، البالغ من العمر 21 عامًا، كان يرسل طردين في متجر صغير بمنطقة لادبروك غروف أواخر أكتوبر، حين لفت انتباهه صوت رجل يتحدث التركية عبر الهاتف، ورغم أن كل ما كان يعرفه عن والده هو اسمه الأول وطوله، وأنه «رجل لطيف من إسطنبول»، إلا أن التفاصيل بدأت تتشابك أمامه بشكل غير متوقع.

يقول أوليفر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «طوال حياتي أردت أن أعرف والدي، ثم تقبلت في وقت ما أن هذا اللقاء قد لا يحدث». 

لكنه بطبيعته الثرثارة – كما وصف نفسه – قرر أن يبدأ محادثة عابرة مع الرجل بعدما علم أن أسرته من إسطنبول، فرد عليه قائلًا: «أوه، والدي من إسطنبول أيضًا».

وتبادل الطرفان الأسماء وتصافحا، لتبدأ خيوط المصادفة في الانكشاف، حيث بدا الاسم نفسه والوصف ذاته الذي أخبرته به والدته، ومع اقتراب الرجل من باب الخروج، تجرأ أوليفر وناداه طالبًا دقائق قليلة، وباغته بسؤال عما إذا كان يعرف امرأة تحمل اسم والدته، ليجيبه الرجل متفاجئًا: «نعم، منذ حوالي عشرين عامًا». 

صدفة تجمع الأب والابن 

وفي تلك اللحظة تجمد أوليفر في مكانه وكأن الزمن قد توقف عند تلك العبارة، حيث قال: «تجمدنا في مكاننا، شعرنا بالحرج، ثم قلت له: أعتقد أنني قد أكون ابنك».

ففي غضون 3 أو 4 دقائق فقط، تلاقت حياة لم تكن تتوقع أن يجمعها القدر يومًا، لكن المفاجأة الأكبر أن الأب كان يعلم بوجود طفل يدعى أوليفر، بل وكان يحتفظ بصورة لوالدته وهي تحمله رضيعًا، كما أن الشاب الذي أمضى سنوات يبحث عن اسم أبيه على «فيسبوك» ويأمل في لقاء مستحيل، علم أن لديه خمسة شقيقات وشقيقين من جانب الأب، واكتشف أن لقاء والديه الأول كان في لادبروك غروف، المنطقة نفسها التي عاد إليها قبل ثلاث سنوات، والتي ظلت بالنسبة له بابًا صغيرًا للأمل.

وبعد هذا اللقاء المؤثر، بدأ أوليفر ووالده تبادل الرسائل، واتفقا على جلسة قهوة قريبًا، واختتم أوليفر حديثه، قائلًا: «ما زلت أستوعب ما حدث، أنا سعيد جدًا ومتحمس لما هو قادم».

search