مارك يغضب التونسيين خلال احتفاله بعيد ميلاده ال40

في يوم السابع من مايو، احتفل مؤسس ورئيس شركة ميتا (التي كانت تعرف سابقا باسم فيسبوك)، مارك زوكربيرغ، بعيد ميلاده الأربعين.

 ولكن ما لفت انتباه الجميع في هذا الحدث، هو ظهوره مرتديا قميصا أسود عليه عبارة باللغة اللاتينية.

العبارة على القميص كانت "Carthago delenda est"، وهي جملة لاتينية تعني حرفيا "يجب تدمير قرطاج".

 ولا شك أن هذا الاختيار لفت أنظار العديد من الأشخاص وأثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

فما هي الدلالات والمعاني التي تحملها هذه العبارة؟ ولماذا اختار زوكربيرغ ارتداءها في هذه المناسبة المهمة؟

 لنستكشف سويا ما يمكن أن تعنيه هذه الجملة للعالم وللمؤسس الشهير.

أولا، يجب التنويه إلى أن الكثيرين يعرفون هذه العبارة من خلال دراستهم للغة اللاتينية في المدارس، وهذا يشمل أيضا زوكربيرغ نفسه. ولكن للمغامرة قليلا، دعونا نتحدث عن أصل هذه العبارة.

تعود العبارة إلى السيناتور الروماني كاتو الأكبر، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. وكان كاتو يكره قرطاج بشدة، وهي مدينة قوية تنافست روما في ذلك الوقت على السيطرة الإقليمية. وكان كاتو يختم كل خطاباته بكلمات "Carthago delenda est"، معناها ببساطة أنه يجب تدمير قرطاج.

لكن من أين جاء هذا الحقد الشديد على مدينة قرطاج؟

 يبدو أن كاتو كان مهووسا بالتفكير في تدمير قرطاج، وليس مجرد هزيمتها كما حدث في حروب سابقة.

 وتجاوب الرومان مع نداء كاتو ونهبوا قرطاج في عام 146 قبل الميلاد، فتلاشت وضعفت حتى أصبحت جزءا من الإمبراطورية الرومانية.

الآن، يبدو أن اختيار زوكربيرغ لارتداء هذه العبارة في عيد ميلاده ليس مجرد مزحة أو لجذب الانتباه، بل هناك دلالات أكثر عمقا وجدلا حول سبب اختياره لها.

يمكن تفسير هذا الاختيار من جهات نظر متعددة. 

ربما يعكس زوكربيرغ رغبته في تحقيق النجاح والسيطرة على العالم الرقمي، تماما كما فعل كاتو في تدمير قرطاج وإضافتها إلى إمبراطورية روما. 

أو قد تدل العبارة على قوته وإصراره على تحقيق الأهداف التي يضعها أمامه.

بعض التحليلات قد تذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرة إلى أن اختيار زوكربيرغ لهذه العبارة تحمل في طياتها رمزية أكبر. فقد صاحبت العبارة ظهور زوكربيرغ في تونس الحديثة، موطن أطلال مدينة قرطاج التاريخية. 

وليس من الصعب تخيل مدى تأثير موقع تونس على الرجل الذي رأى نفسه مؤسسا لإمبراطورية رقمية ضخمة.